الأربعاء، 9 يناير 2013

أهرامات المايا



الأهرامات.. كلمة عن سماعها يتبادر إلى الذهن الفراعنة (المصريون القدماء) وأهراماتهم العظيمة في مصر، لكننا في هذا الموضوع نقصد بها أهرامات أخرى؛ فهناك أهرامات غير أهرامات الفراعنة، الفاصل بينهما المحيط الأطلنطي، ويفصلهما أيضاً ثلاثة آلاف عام من الزمن، إنها أهرامات حضارة المايا في المكسيك.
المايا هو اسم الحضارة القديمة التي قامت في شمال جواتيمالا وفي الأجزاء الجنوبية من المكسيك، وسبب اختيارهم هذا المكان بالتحديد لإقامة حضارتهم هو وجود الغابات الإستوائية الكثيفة التي كانت بيئة مناسبة للحياة، وكانت واحدة من أعظم الحضارات البشرية في الجزء الغربي من الكرة الأرضية المطلة على البحر الكاريبي، لكن لم تترك لنا هذه الحضارة آثاراً كافية لفك رموزها وأسرارها كالحضارة الفرعونية عندما تركت لنا حجر رشيد، ومن خلال هذا الموضوع سنتجول معاً بين أشهر آثارها التي تبقت إلى اليوم في الجزء الجنوبي من المكسيك.
نتوجه الآن إلى جنوب شرق المكسيك، إلى منطقة ساحلية تطل على كل من خليج المكسيك والبحر الكاريبي وبها أغلب آثار المايا، اسمها شبه جزيرة Yukatan (يوكاتان)، ووجهتنا منطقة سياحية داخلها اسمها Chichen itza (تشيتشين إتزا)، وبها بعض ما تبقى من آثار المايا ،مثل هرم Kukulkan (كولكولكان) الذي يعد أحد عجائب الدنيا السبع، ويسمى أيضاً هرم El-castillo بمعنى (هرم القلعة) باللغة الإسبانية.
في البداية لابد أن نعرف أن شعب المايا كان يبني الأهرامات لواحد من ثلاثة أغراض: إما لأجل ممارسة الطقوس الدينية كذبح القرابين، وإما لعمل الإحتفالات الدينية، وإما لكي تكون علامات بارزة لسكان المايا يهتدون بها في طريقهم داخل الغابات.
بنيت أهرامات المايا من الحجر الجيري، وتتميز بوجود معابد في أعلاها، وعلى واجهات الأهرامات سلالم تؤدي إلى هذه المعابد، وكان على الكهنة وعلى كل من يريد التعبد صعود كل تلك السلالم لإقامة الطقوس الدينية في المعبد الذي يوجد بأعلى الهرم، أما داخل الهرم فتوجد الغرف المخصصة لدفن الموتى.
هرم الـ Kukulkan هو الهرم الذي يرمز دائماً لحضارة وثقافة المايا، مما يدفع البعض للإعتقاد بأنه الأثر الوحيد المتبقي منهم. بُني  سنة 800م، ويتكون من أربعة وجوه، كل وجه فيه سلالم تؤدي إلى قمته، ويبلغ عدد السلالم في كل وجه 91 سلمة، وهذا يعني أن لدينا 364 سلمة، بالإضافة إلى سلمة أخيرة على قمة الهرم تؤدي إلى معبد موجود على قمته، وبذلك يصبح للهرم 365 درجة هي عدد أيام السنة.
وأهم ما يميز سلالم  أنها شديدة الإنحدار بحيت يجعل عملية الصعود والنزول تحدياً حقيقياً، ولكنها مغامرة تستحق التعب؛ فبعد الصعود لقمة الهرم ستتمكن من رؤية حدود جواتيمالا وأنت في المكسيك، أما الجولة داخل الهرم فهي عكس مغامرة الصعود والنزول، فهو مظلم وشديد الرطوبة.
ويبلغ ارتفاع الهرم 24 متراً، ولو أضفنا ارتفاع المعبد الذي يبلغ 6 أمتار، يكون الإرتفاع الكلي 30 متراً ( ارتفاع هرم خوفو الفرعوني يبلغ 146 متراً ).

يوجد مبنى دائري الشكل عبارة عن مرصد اسمه Carocal، بناه علماء المايا لمراقبة حركة الشمس التي كانوا يعبدونها.
كما توجد في نفس المنطقة Cenote وهو عبارة عن مغارة تحت الأرض مليئة بالماء تجمع بداخلها خلال آلاف السنين، والجو بالأسفل بارد جداً ويدخله الزائر عن طريق نفق، وعندما تصل إلى آخر المكان ستتضح لك الرؤية وترى أشجاراً وبحيرة كبيرة خضراء اللون.
أما معبد الـ Jaguars و معبد الـ Warriors فهما متجاوران ويتميزان بمئات الأعمدة التي تحيط بهما، مما يعطيك إحساساً بأنك محاط بعدد كبير من جنود المايا الجبارين، وتستمر هذه الأعمدة حتى داخل الغابات المحيطة.
أما الملعب المسمى بالـ Ball Court فهو ملعب واسع جداً ليس له سقف أو أعمدة، فلا حاجز بينك وبين السماء، واستخدموه لممارسة رياضاتهم.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق