معاناة مضاعَفة للمرأة الفلسطينية خلال حرب غزة​

أكثر من 9 آلاف قتيلة و60 ألف حامل ومضاعَفة حالات الإجهاض 3 مرات

فلسطينية من خان يونس تعود إلى منزلها المدمّر بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من بعض المناطق (وفا)
فلسطينية من خان يونس تعود إلى منزلها المدمّر بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من بعض المناطق (وفا)
TT

معاناة مضاعَفة للمرأة الفلسطينية خلال حرب غزة​

فلسطينية من خان يونس تعود إلى منزلها المدمّر بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من بعض المناطق (وفا)
فلسطينية من خان يونس تعود إلى منزلها المدمّر بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية من بعض المناطق (وفا)

في ظل بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، التي أكدت أن 9 آلاف أنثى قُتلن بأيدي الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى الآن، توجهت وزيرة شؤون المرأة في الحكومة الفلسطينية، الدكتورة أمل حمد، إلى الهيئات والمؤسسات النسوية في العالم بالدعوة إلى مساندة المرأة الفلسطينية والدفاع عن قضيتها من خلال جميع المنابر المتاحة.

وزيرة شؤون المرأة في الحكومة الفلسطينية د. أمل حمد (حساب فيسبوك)

وقالت حمد، خلال تصريحات صحافية (الخميس)، إنه «عشية اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس (آذار)، تُقتل النساء ويشرّد الأطفال ويذبح الكبار في فلسطين ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم بحق الإنسانية لتحقيق أهدافه بالقتل والتهجير القسري».

أضافت: «تمنيت أن نحتفل في اليوم العالمي للمرأة بما أنجزته المرأة الفلسطينية من خلال جهود وزارة شؤون المرأة والمؤسسات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني، في النهوض بواقع النساء الفلسطينيات والمساهمة في بناء المجتمع والمؤسسات الوطنية، وتعزيز مشاركة النساء في المؤسسات التمثيلية والتنفيذية للنظام السياسي». معبرة عن ألمها أن يأتي هذا اليوم ونساء وفتيات فلسطين يعشن أشكال العنف كافة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء، قد ذكر، في بيان استعرض أوضاع المرأة الفلسطينية عشية يوم المرأة العالمي، أنه من إجمالي عدد الشهداء البالغ 30717 شهيداً، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تم قتل أكثر من 9 آلاف أنثى.

وأوضح أن «75 في المائة من إجمالي عدد الجرحى البالغ 72156 جريحاً من الإناث. كما استشهدت 4 مواطنات، من إجمالي 423 شهيداً في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر».

وشكّلت النساء والأطفال ما نسبته 70 في المائة من المفقودين البالغ عددهم 7000 شخص. وإنه من مجموع ما يقارب مليوني إنسان اضطروا إلى النزوح من أماكن سكناهم، كان النصف من الإناث.

تشكّل الإناث حسب الإحصائيات الرسمية، ما نسبته 49 في المائة من إجمالي عدد السكان في فلسطين؛ إذ بلغ عددهن 2.76 مليون أنثى منتصف عام 2024 (بواقع 1.63 مليون أنثى في الضفة الغربية، وـ1.13 مليون أنثى في قطاع غزة).

رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الدكتورة علا عوض، لفتت إلى أنه خلال عام 2023 اعتُقلت 300 امرأة من الضفة الغربية، 200 منهن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي محافظة القدس اعتقل الاحتلال 165 امرأة منهن 84 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وعلى مستوى قطاع غزة لا تتوفر معطيات دقيقة في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحق معتقلات غزة.

كما تشير بيانات هيئة شؤون الأسرى، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يعتقل 56 معتقلة في سجونه بواقع 44 معتقلة من الضفة الغربية و3 معتقلات من قطاع غزة، و9 معتقلات من داخل أراضي 48، منهن 5 معتقلات صدرت بحقهن أحكام، و40 معتقلة موقوفة، و11 معتقلة قيد الاعتقال الإداري. وبين المعتقلات القابعات في سجون الاحتلال، هناك قاصرتان.

الظروف المتدهورة في غزة بثت الخوف في قلوب النساء الحوامل ووضع الأمهات أمام تحديات صارخة (أ.ف.ب)

تابعت عوض: «غالباً ما تجد النساء والفتيات أنفسهن مهمشات في حالة الأزمات؛ إذ يقللن استهلاكهن الغذائي عندما تتدهور الظروف، كما يتعرضن لخطر نقص التغذية أو سوء التغذية بشكل خاص؛ وهو ما يجعل النساء الحوامل والمرضعات أكثر عرضة للمخاطر الصحية، مثل تشوهات الولادة أو الوفاة المبكرة للمواليد».

وأظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لفترة الشهرين الماضيين، ارتفاع خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن جميع السكان في قطاع غزة (نحو 2.2 مليون نسمة) يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتتحمل المرأة مسؤولية مضاعفة في هذه الحالات. وقالت عوض: «المعطيات الصحية في قطاع غزة أظهرت وجود تحديات جمة تواجه النساء الحوامل؛ إذ تشير إلى وجود نحو 60 ألف امرأة حامل في القطاع، بمعدل 180 حالة ولادة يومياً». ومن المرجح أن تعاني نحو 15 في المائة من هؤلاء النساء مضاعفات الحمل والولادة التي يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، كما أن عدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريباً بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضن نتيجة الخوف؛ ما أدى إلى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300 في المائة.

نساء وطفلات يراقبن دفن أحبتهن الذين قُتلوا بالنيران الإسرائيلية في مقبرة جماعية برفح بعد أن أطلقت إسرائيل سراح جثثهم الخميس (رويترز)

رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أشارت إلى أن الحوامل يعانين سوء التغذية والجفاف؛ إذ يواجهن فقراً غذائياً حاداً، والكثير من أطفالهن تتم ولادتهم ناقصي الوزن ويعانون مشاكل صحية، كما تعاني الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن نقص إنتاج الحليب نتيجة لسوء التغذية، ومن الصعب توفير الحليب الصناعي لأطفالهن وارتفاع أسعارها إلى حد لا يمكن شراؤه؛ ما يدفع الأمهات إلى اللجوء إلى بدائل غير كافية أو حتى غير آمنة لإرضاع أطفالهن.

وقالت إن العدوان الإسرائيلي ترك آثاراً صعبة في الوضع الصحي للنساء في قطاع غزة بسبب نقص مستلزمات النظافة الصحية، واللجوء إلى خيارات بدائية، إضافة إلى أن الكثير من النساء تناولن أدوية حبوب منع الحمل للحفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية، كما تعرضت الكثير منهن للالتهابات النسائية بسبب نقص الأدوية وغياب العديد من منتجات النظافة النسائية؛ وهذا أدى إلى تأثيره السلبي في صحتهن النفسية والجسدية، وبالتالي يعيق هذا الوضع الصحي المتراكم قدرتهن على العيش بكرامة ورفاهية، ويضعهن تحت ضغط نفسي وجسدي يؤثر في جودة حياتهن بشكل عام.


مقالات ذات صلة

تحذير أممي: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمراً «لا يُحتمل»

المشرق العربي فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)

تحذير أممي: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمراً «لا يُحتمل»

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة من أنّ «اجتياحاً» إسرائيلياً لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث تتوعّد إسرائيل بشنّ هجوم برّي واسع النطاق، سيكون أمراً «لا يُحتمل».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)

ما أبرز تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه «حماس» وتعارضه إسرائيل؟

أعلنت حركة «حماس» الاثنين موافقتها على اتفاق من 3 مراحل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن الاتفاق غير مقبول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي أحد موظفي «أونروا» خلال توزيع أجولة الطحين على النازحين في غزة (حساب أونروا على إكس)

الرئاسة تحذّر من أكبر إبادة جماعية في «رفح» وتطالب واشنطن بالتدخل

اتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بإطلاق أكبر عملية إبادة جماعية محتملة في رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، مع إجبار الجيش الإسرائيلي آلاف الغزيين على إخلاء مناطق واسعة

كفاح زبون (رام الله - بروكسل)
المشرق العربي الدخان يتصاعد في أعقاب غارة إسرائيلية على قطاع غزة 6 مايو 2024 (رويترز)

«حماس» توافق على مقترح مصري-قطري لوقف النار... وإسرائيل تتحدث عن «خدعة»

قالت حركة «حماس» (اليوم) الاثنين إنها وافقت على مقترح وقف إطلاق النار من مصر وقطر.

العالم العربي جانب من عمليات القصف الإسرائيلي لمناطق في رفح الفلسطينية (أ. ف. ب)

مصر ترفع مستوى التأهب في شمال سيناء

رفعت مصر مستوى الاستعداد العسكري في منطقة شمال سيناء المتاخمة لقطاع غزة بعدما بدأت إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب القطاع الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حماس» تقبل الهدنة... وإسرائيل تتمسك بالاجتياح


فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تقبل الهدنة... وإسرائيل تتمسك بالاجتياح


فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتفلون بإعلان «حماس» موافقتها على مقترح وقف النار في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

أعلنت حركة «حماس»، أمس، موافقتها على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن إسرائيل ردت بإعلان تمسكها باجتياح مدينة رفح في جنوب القطاع. وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن مجلس الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة الضغط العسكري على «حماس» من أجل تعزيز إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب. وأشار البيان في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل قررت ارسال وفد لاستكمال المفاوضات التي تستضيفها القاهرة.

وجاء الموقف الإسرائيلي بعدما قالت «حماس» في بيان إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، أبلغ رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، في اتصالين هاتفيين، موافقة حركته على مقترح وقف النار.

وذكرت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بعد أخذ ردود مصرية وقطرية واضحة بشأن استفسارات ومخاوف الحركة، وبعد مشاورات بين الخارج والداخل جرى إعلان الموافقة»، مضيفة أن «(كتائب القسام) أسهمت بشكل مباشر في الرد الإيجابي».

وفور هذا الإعلان، عمت الاحتفالات كل أنحاء القطاع، عبر الزغاريد وإطلاق النار في الهواء.

لكن في إسرائيل، نقلت إذاعة «كان» عن مصدر مسؤول أن «حماس» وافقت على ورقة مصرية أحادية الجانب تختلف عن تلك التي وافقت عليها إسرائيل. وقال مسؤولون كبار لـ«القناة 12» إن الحديث يدور عن اقتراح بعيد المدى غير مقبول بالنسبة لإسرائيل.

وجاءت هذه التطورات بعد تصريحات لمصدر مصري تحدث عن «اعتزام وصول وفد من (حماس) إلى القاهرة، اليوم (الثلاثاء)، لاستكمال مفاوضات وقف النار».

وكانت جهات إقليمية ودولية رفيعة قد حذرت من مخاطر عملية عسكرية في رفح. وأكدت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، أمس، تحذيرها من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح... في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسبّبت به آلة الحرب الإسرائيلية.


«حرب غزة» تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا


إحياء يوم القدس في مخيم اليرموك غاب عنه التمثيل الإيراني الرسمي وصور قيادات إيرانية أو من «حزب الله» اللبناني (الشرق الأوسط)
إحياء يوم القدس في مخيم اليرموك غاب عنه التمثيل الإيراني الرسمي وصور قيادات إيرانية أو من «حزب الله» اللبناني (الشرق الأوسط)
TT

«حرب غزة» تلقي بظلالها على العلاقات بين إيران وسوريا


إحياء يوم القدس في مخيم اليرموك غاب عنه التمثيل الإيراني الرسمي وصور قيادات إيرانية أو من «حزب الله» اللبناني (الشرق الأوسط)
إحياء يوم القدس في مخيم اليرموك غاب عنه التمثيل الإيراني الرسمي وصور قيادات إيرانية أو من «حزب الله» اللبناني (الشرق الأوسط)

يبدو أن الحرب الدائرة في غزة ألقت بظلالها على الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

وتفيد مصادر محلية بأن طهران بدأت بوضع خطط لإجلاء عناصر «الحرس الثوري» ونقل مقارّ قياداته المعروفة من ريف دمشق إلى مناطق قريبة من لبنان، بعد مقتل الكثير من قادته البارزين في غارات إسرائيلية. وطالت رياح تلك الحرب أيضاً علاقات البلدين، إذ بدأ التراجع في وهجها بعد موقف «الحياد» الذي اتخذته دمشق تجاهها، وظهر على شكل جفاء بين مؤسستي الرئاسة في البلدين ونأي دمشق بنفسها عن محور «وحدة الساحات»، ثم شكوك طهران بتورط أجهزة أمن سورية بتسريب معلومات حول تحركات ضباطها، إضافة إلى قلقها من تجاوب دمشق مع مؤشرات لانفتاح عربي، ورغبة بالخروج من عنق الزجاجة الإيرانية بتطبيع العلاقة مع الغرب.

وحسب مشاهدات ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، بات الانتشار المسلح في «السيدة زينب» اليوم مقتصراً على عناصر من «حزب الله» اللبناني، خصوصاً في محيط المقام الذي يؤمّه الزوار الشيعة من إيران والعراق ولبنان وباكستان وأفغانستان وعند حاجز «المستقبل» المؤدي إلى المنطقة من طريق مطار دمشق الدولي.

وتقول مصادر محلية في بلدة حجيرة شمال «السيدة زينب»: «هنا مقر (القائد) ومقارّ قيادات إيرانية دينية وعسكرية، لكنهم منذ تكثيف إسرائيل قصفها للمنطقة، باتت مشاهدتهم نادرة، وفي الفترة الأخيرة لم نعد نراهم كلياً... لقد اختفوا».


تحذير أممي: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمراً «لا يُحتمل»

فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)
فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)
TT

تحذير أممي: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمراً «لا يُحتمل»

فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)
فلسطينيون يفرّون من رفح بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من المدينة (رويترز)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ «اجتياحاً» إسرائيلياً لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث تتوعّد إسرائيل بشنّ هجوم برّي واسع النطاق، سيكون أمراً «لا يُحتمل»، داعياً الحكومة الإسرائيلية وحركة «حماس» لبذل «جهد إضافي» للتوصل إلى هدنة.

وقال غوتيريش في تصريح لصحافيين لدى استقباله الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إنّ «اجتياحاً برّياً لرفح سيكون أمراً لا يُحتمل بسبب عواقبه الإنسانية المدمّرة وبسبب تأثيره المزعزع للاستقرار في المنطقة».

وأضاف «لقد وجّهت اليوم نداءً قوياً جداً إلى الحكومة الإسرائيلية وقيادة حماس لبذل جهد إضافي من أجل التوصّل إلى اتفاق وهو أمر حيوي للغاية. هذه فرصة لا يمكن تضييعها»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم غوتيريش، أدلى بنفس الكلمات تقريباً بعيد إعلان «حماس» موافقتها على مقترح الوسطاء للتوصل إلى اتفاق هدنة.

وطلب الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، من سكّان المناطق الشرقية في مدينة رفح إخلاءها والانتقال الى المواصي الواقعة إلى شمال غرب رفح، مشيراً الى أنّ العملية ستشمل 100 ألف شخص.

وقال دوجاريك للصحافيين إنّ «أوامر الإخلاء الصادرة اليوم لشرق رفح ستؤدّي ببساطة إلى زيادة معاناة المدنيين (...) من المستحيل تنفيذ عملية إخلاء جماعية بهذا الحجم بشكل آمن».

بدوره، اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أنّ أوامر الإخلاء الصادرة لسكان شرقي رفح «غير إنسانية».


مسؤول أميركي: الضربات الإسرائيلية على رفح لا تمثل عملية عسكرية كبرى

الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على رفح (رويترز)
الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على رفح (رويترز)
TT

مسؤول أميركي: الضربات الإسرائيلية على رفح لا تمثل عملية عسكرية كبرى

الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على رفح (رويترز)
الدخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على رفح (رويترز)

قال مسؤول أميركي، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أحدث الضربات الإسرائيلية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة.

وأضاف المسؤول أن المسؤولين الأميركيين يركزون على منع حدوث عملية عسكرية كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان في رفح مشيراً إلى أن الإسرائيليين «لا ينفذون ذلك على ما يبدو»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأبلغت حركة «حماس»، الاثنين، الوسيطين القطري والمصري موافقتها على مقترحهما للهدنة في الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر مع إسرائيل التي قالت إنّ ردّ «حماس» لا يلبّي مطالبها.

وقالت إسرائيل بعد إعلان «حماس»، إنها ماضية في عمليتها البرية المقرّرة على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة والتي تتعرض لقصف عنيف منذ ساعات، وذلك بعد أن طلب الجيش من سكان أحيائها الشرقية إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من خطورة ذلك.

وفور إعلان «حماس»، عمَّت مظاهر الارتياح رفح ومناطق أخرى من القطاع الفلسطيني المدمر. وصفّق الناس ورقصوا، بينما أطلق البعض النار في الهواء ابتهاجاً.

في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان عقب اجتماع لحكومة الحرب إنه «على الرغم من أنّ مقترح حماس لا يلبّي مطالب إسرائيل الأساسية، فإنّ إسرائيل سترسل وفداً للقاء الوسطاء».

وجدّدت إسرائيل تصميمها على اجتياح رفح. وقال البيان إنّ «حكومة الحرب قررت بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدماً في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب».


ما أبرز تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه «حماس» وتعارضه إسرائيل؟

فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)
فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

ما أبرز تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه «حماس» وتعارضه إسرائيل؟

فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)
فلسطينيون يبحثون عن ذويهم بعد قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في31 أكتوبر 2023 (رويترز)

أعلنت حركة «حماس»، الاثنين، موافقتها على اتفاق من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين، لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن الاتفاق غير مقبول لإسرائيل بسبب «تخفيف» بنوده.

وقالت الولايات المتحدة، التي تلعب إلى جانب قطر ومصر دور الوساطة في المحادثات، إنها تدرس رد «حماس» وستبحثه مع حلفائها في الشرق الأوسط.

وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، استناداً إلى التفاصيل التي أعلنها حتى الآن مسؤولو «حماس» ومسؤول مطلع على المحادثات، فإن الاتفاق الذي أعلنت الحركة الفلسطينية موافقتها عليه يشمل ما يلي:

المرحلة الأولى

- وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً.

- إطلاق «حماس» سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

- سحب إسرائيل قواتها جزئياً من غزة والسماح للفلسطينيين بحرية الحركة من جنوب القطاع إلى شماله.

المرحلة الثانية

- فترة أخرى مدتها 42 يوماً تتضمن اتفاقاً لاستعادة «هدوء مستدام» في غزة، وهي عبارة قال مسؤول مطلع على المحادثات إن «حماس» وإسرائيل اتفقتا عليها من أجل عدم مناقشة «وقف دائم لإطلاق النار».

- انسحاب كامل لمعظم القوات الإسرائيلية من غزة.

- إطلاق «حماس سراح» أفراد من قوات الاحتياط الإسرائيلية وبعض الجنود مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين.

المرحلة الثالثة

- الانتهاء من تبادل الجثامين والبدء في إعادة الإعمار وفقاً لخطة تشرف عليها قطر ومصر والأمم المتحدة.

- إنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة.


الملك عبد الله: أي هجوم إسرائيلي على رفح قد يسبب «مجزرة جديدة»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في 6 مايو 2024 (الديوان الملكي الهاشمي)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في 6 مايو 2024 (الديوان الملكي الهاشمي)
TT

الملك عبد الله: أي هجوم إسرائيلي على رفح قد يسبب «مجزرة جديدة»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في 6 مايو 2024 (الديوان الملكي الهاشمي)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في 6 مايو 2024 (الديوان الملكي الهاشمي)

قال الديوان الملكي الهاشمي في بيان إن العاهل الأردني الملك عبد الله حذر، الاثنين، خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن، من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح «يهدد بالتسبب بمجزرة جديدة».

وأشار البيان إلى أن عبد الله الثاني شدد خلال لقائه مع بايدن على ضرورة تحرك المجتمع الدولي «فوراً» لمنع حدوث كارثة جديدة في غزة، مضيفاً أن الزعيمين أكدا التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة.


قصف إسرائيلي مكثّف على رفح بعد موافقة «حماس» على مقترح الهدنة

الدخان يتصاعد من رفح في أعقاب قصف إسرائيلي 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من رفح في أعقاب قصف إسرائيلي 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي مكثّف على رفح بعد موافقة «حماس» على مقترح الهدنة

الدخان يتصاعد من رفح في أعقاب قصف إسرائيلي 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من رفح في أعقاب قصف إسرائيلي 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)

نفّذت إسرائيل ضربات جوية مكثّفة على رفح مساء الاثنين بعدما شددت على دعوتها للسكان إخلاء شرق المدينة الواقعة في جنوب غزة، وفق ما أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتواصلت الضربات دون توقف تقريبا على مدى نصف الساعة الماضية، وفق ما أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» المتواجد ميدانياً في رفح قبل وقت قصير من الساعة العاشرة مساء (19,00 بتوقيت غرينتش).

وكرر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق دعوته سكان الأحياء الشرقية لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة إلى إخلاء المنطقة، تمهيداً لـ «عملية برية"، بعدما أعلنت حركة «حماس» موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار تقدّمت به مصر وقطر.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، خلال مؤتمر صحافي مقتضب «نطلب من السكان مساء هذا اليوم (الاثنين) إخلاء المناطق التي حددناها»، موضحاً أن «بداية إخلاء السكان من الأحياء الشرقية لرفح» جزء «من التحضير لعملية برية في المنطقة». وأضاف أن على مدار اليوم قصفت الطائرات أيضاً أكثر من 50 هدفاً في منطقة رفح وصفتها بأنها أهداف «إرهابية».


«حماس» تتحدث عن اتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما

نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين (رويترز-أرشيفية)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين (رويترز-أرشيفية)
TT

«حماس» تتحدث عن اتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما

نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين (رويترز-أرشيفية)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين (رويترز-أرشيفية)

قال خليل الحيّة نائب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة في تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، إن مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه الحركة هو اتفاق من ثلاث مراحل، مدة كل منها 42 يوما.

وأضاف الحيّة أن المرحلة الثانية من الاتفاق تنص على انسحاب إسرائيلي كامل من غزة.

وقال الحيّة إن «المقترح الذي قدمه لنا الوسطاء في قطر ومصر يتضمن 3 مراحل، كل مرحلة من 42 يوماً بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار»، لافتاً إلى أن الصيغة تشمل «انسحاباً كاملاً من غزة وعودة النازحين وتبادلاً للأسرى».

 

 


«إلى أين نذهب؟»... صرخة سكان رفح بعد أوامر للجيش الإسرائيلي بإخلاء شرقها

TT

«إلى أين نذهب؟»... صرخة سكان رفح بعد أوامر للجيش الإسرائيلي بإخلاء شرقها

أشخاص يفرون من الأجزاء الشرقية من رفح بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي في إجلاء المدنيين الفلسطينيين 6 مايو 2024 (رويترز)
أشخاص يفرون من الأجزاء الشرقية من رفح بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي في إجلاء المدنيين الفلسطينيين 6 مايو 2024 (رويترز)

يعرب المدنيون الفلطسينيون في رفح بجنوب قطاع غزة عن خوفهم الشديد بعدما باشر الجيش الإسرائيلي شن هجوم كبير على مدينة رفح، «عملية محدودة النطاق» تهدف إلى إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من شرق المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه طلب من سكان شرق رفح المغادرة. وجاء في منشور باللغة العربية ألقي، صباح الاثنين، في الأحياء الشرقية للمدينة: «إلى كل السكان والنازحين، الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة ضد التنظيمات الإرهابية، من أجل سلامتكم يجب الإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية بالمواصي».

وشدد الجيش على أن أي شخص يبقى «في المنطقة يعرض حياته وحياة الآخرين من عائلته للخطر».

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية «الهلال الأحمر» في غزة: «فعلياً بدأت عملية النزوح على أرض الواقع ولكن بشكل محدود، بدأ المواطنون بالإخلاء بعد حالة من الرعب والذعر خصوصاً بعد الإعلان الرسمي عن المربعات المطلوب إخلاؤها، والتي يوجد فيها حالياً 250 ألف نسمة».

وفي المقابل، قدَّر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص المعنيين بـ«نحو 100 ألف» شخص.

ويقيم نحو 1.2 مليون شخص غالبيتهم من النازحين في رفح راهناً، وفق منظمة الصحة العالمية.

وبقيت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية التي بدأت في 27 أكتوبر (تشرين الأول) في قطاع غزةن لكنها تتعرّض بشكل منتظم لغارات جوية وقصف مدفعي.

«أين نذهب؟»

ووسط الأمطار، بدأ بعض النازحين إلى رفح بترتيب مقتيناتهم استعداداً للانتقال.

وتساءل عبد الرحمن أبو جزر (36 عاماً): «إلى أين يمكن أن نذهب؟ لا نعلم، مناطق المواصي لا يوجد فيها أماكن، هي مكتظة بالنازحين، وأيضاً لا يوجد فيها مدارس لاستيعاب آلاف المواطنين. أنا وعائلتي 13 شخصاً».

وأضاف: «زوجة عمي معنا وهي مريضة وتغسل كلى في مستشفى النجار، والمستشفى أيضاً ضمن منطقة الإخلاء، فكيف سنتصرف معها؟ خصوصاً أنه لا يوجد في المواصي مستشفيات وبعيدة عن أي خدمات، هل ننتظرها حتى تموت من دون أن نتمكن من عمل شيء لإنقاذها؟».

وقال محمد النجار (23 عاماً)، محامٍ: «كل المواطنين والنازحين في حالة حذر وترقب خشية دخول الجيش الإسرائيلي إلى المدينة، وعدم معرفتهم إلى أين سيذهبون، خصوصاً أن القطاع قد استنفد منه جميع مناحي ومعالم الحياة».

وأكد: «كان لدينا بصيص من الأمل بأن تنجح المفاوضات، ويجري وقف لإطلاق النار» لكن الآن «الناس في حالة تخبط... هل يغادرون أماكنهم أم يبقون في بيوتهم؟».

وأوضح أن المنطقة التي حددها الجيش الإسرائيلي «مكتظة بالسكان أصلاً، ولا يوجد فيها أماكن لوضع الخيم».

وشدد على أن «الناس لا يثقون بما يقوله الجيش بأنها منطقة آمنة، فلا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه ما دام هناك احتلال».

وشدد الجيش الإٍسرائيلي على أن العملية «تأتي في إطار خططنا لتفكيك حركة «حماس». وقد كان هناك تذكير عنيف بوجودهم وقدراتهم العملاتية في رفح، الأحد».

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 جنود، وإصابة أكثر من 10 آخرين في هجوم صاروخي عند معبر كرم أبو سالم مع غزة. وقال إن الصواريخ أطلقت من منطقة محاذية رفح.

«لا خطة إنسانية موثوقة»

وأعربت المنظمات الإنسانية الدولية عن قلقها الشديد من احتمال اجتياح رفح.

وقالت بشرى خالدي مديرة المناصرة في منظمة «أوكسفام» في الأراضي الفلسطينية: «من منطلق إنساني، ما من خطة إنسانية موثوقة في حال ووقع هجوم على رفح».

وأكدت: «لا يمكنني أن أفهم أن (هجوم) رفح سيحدث»، سائلة: «إلى أين سيذهب النازحون الفلسطينيون بينما محيطهم تحول إلى موت ودمار؟».

اندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وردت إسرائيل متوعدة بـ«القضاء» على «حماس»، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34735 قتيلاً غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».


«حماس» توافق على الوثيقة المصرية... وغزة تبتهج بالزغاريد وإطلاق الرصاص

TT

«حماس» توافق على الوثيقة المصرية... وغزة تبتهج بالزغاريد وإطلاق الرصاص

نازح من رفح قبيل التهديد ببدء عملية عسكرية (رويترز)
نازح من رفح قبيل التهديد ببدء عملية عسكرية (رويترز)

أعلنت حركة «حماس» رسمياً موافقتها على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء في بيان أصدرته الحركة، أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أبلغ كلاً من رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، في اتصالين هاتفيين، موافقة حركته على المقترح.

وجاء إعلان «حماس» بعد تبادل اتهامات مع إسرائيل بإفشال الاتفاق.

وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن توجه «حماس» كان إيجابياً منذ البداية، ولم تكن تنوي عرقلة المفاوضات.

وأضاف: «بعد أخذ ردود مصرية وقطرية واضحة بشأن استفسارات ومخاوف الحركة، وبعد مشاورات بين الخارج والداخل تم إعلان الموافقة».

وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام أسهمت بشكل مباشر في الرد الإيجابي».

وفور إعلان «حماس» انطلقت زغاريد في كل أنحاء القطاع، وعبر غزيون عن فرحهم بإطلاق النار في الهواء.

مفاوضات غير مباشرة

بدورها، أعلنت الدوحة أنّ وفداً قطرياً سيتوجّه صباح (الثلاثاء) إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات الجارية بين إسرائيل و«حماس» بوساطة قطرية - مصرية - أميركية مشتركة من أجل التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان إنّ «الوفد القطري سيتوجّه صباح الثلاثاء إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين»، معرباً عن الأمل في «التوصّل إلى اتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى كافة مناطق القطاع».

وأكّد الأنصاري في بيانه أنّ «حماس أرسلت للوسطاء ردّاً على مقترحاتهم التي طرحوها على إسرائيل والحركة بشأن الهدنة وأنّ الردّ يمكن أن يوصف بالإيجابي».

مناورة

لكن في إسرائيل شككوا في رد «حماس»، وقال مصدر مسؤول بحسب إذاعة «كان»، إن «حماس» وافقت على ورقة مصرية أحادية الجانب تختلف عن تلك التي وافقت عليها إسرائيل. وأضاف: «سنرد عندما تتسلم الورقة».

وقال مسؤولون كبار للقناة 12 إن الحديث يدور عن اقتراح بعيد المدى غير مقبول بالنسبة لإسرائيل.

وقال مسؤولون آخرون للقناة 13 الإسرائيلية إن «حماس» وافقت على «مسودة مصرية مخففة وهي غير مقبولة لدى إسرائيل».

وزعم مصدر في «كابينت الحرب» أن «حماس» تناور وتريد تأخير عملية رفح وتقوم بخدعة تستهدف إظهار إسرائيل كأنها تعرقل الاتفاق.

«ندرس كل المقترحات»

هذا، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، إن جميع المقترحات المتعلقة بالمفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن في غزة يتم دراستها بجدية، وإن الجيش يواصل، بالتوازي مع ذلك، عملياته في القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس».وردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي بشأن ما إذا كان إعلان «حماس» قبولها اقتراح وقف إطلاق النار سيؤثر على الهجوم المزمع على مدينة رفح في قطاع غزة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «ندرس كل إجابة وكل رد بجدية شديدة ونستنفد كل الإمكانيات فيما يتعلق بالمفاوضات وإعادة الرهائن».وأضاف «بالتوازي مع ذلك، ما زلنا نعمل في قطاع غزة وسنواصل القيام بذلك».

ونقلت «رويترز» عن مسؤول في «حماس»، قوله إن الحركة وافقت على مقترح يفي بعدة مطالب منها وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وإعادة النازحين واتفاق لتبادل الأسرى، وإن وفداً من الحركة سيزور القاهرة قريباً لبحث اتفاق وقف إطلاق النار والخطوات التالية.

تحذيرات دولية

وكانت جهات إقليمية ودولية رفيعة حذرت من مخاطر عملية عسكرية في رفح. وأكدت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، مساء الاثنين، تحذيرها من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح ضمن حملتها الدمويّة الممنهجة لاقتحام جميع مناطق قطاع غزة وتهجير سكانه نحو المجهول، وذلك في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسبّبت به آلة الحرب الإسرائيلية.

كما أكدت السعودية رفضها القاطع لمواصلة قوات الاحتلال انتهاكاتها السافرة لجميع القرارات الدولية الداعية لوقف هذه المجازر، وانتهاكها القوانين الدولية من دون رادع بما يفاقم الأزمة الإنسانية، ويحدّ من جهود السلام الدولية.

وجددت «الخارجية» السعودية عبر البيان مطالبة المملكة، المجتمع الدولي، بالتدخل فوراً لوقف عمليّات الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق المدنيّين العُزّل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.