المحتوى الرئيسى

"الوطن" تكشف: "حفلات ماسونية" فى الهرم

03/21 11:19

يوماً بعد يوم تتكشف وقائع جديده في الاهمال باحدي اعظم المناطق الاثريه في العالم والتي تؤدي الي كوارث؛ فمره فيلم جنسي يصور خلسه في منطقه الاهرامات وسط نفي حكومي ان يكون تم ذلك بموافقه رسميه، واليوم تكشف «الوطن» مخالفه صريحه لقوانين الاثار المصريه تتم في الاهرامات بعد اقامه حفلات ماسونيه، وجلسات للعلاج الروحي، علي الرغم من ان القوانين المصريه تحظر اقامه اي طقوس دينية بالمواقع الاسريه.

حصلت «الوطن» علي صور ومستندات تؤكد السماح لمئات السائحين بدخول الهرم الأكبر، والتعبد به، واشعال الشموع، وحتي خلع ملابسهم بداخله، بالمخالفه للوائح المنظمه لزياره احد اهم اثار العالم، والمفاجاه ان ذلك تم برعايه وزاره الاثار، حيث يري الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الاثار، ان الامر لا يتعدي كونه «محاوله للاستشفاء باليوجا».

البدايه كانت عبر بث اعلان علي احد المواقع السياحيه العالميه لشركه تدعي «المسارات الاثريه»، الذي روج لرحلات شهريه للسائحين الامريكان بصحبه علماء اثار مصريين، ويحوي الفيلم الاعلاني لقطات من رحلات سابقه تُقام بمعدل ثلاث رحلات شهرياً نظير 6 الاف دولار للفرد، كما يؤكد تفردها بالدخول لهرم خوفو عبر مدخل خاص غير مسموح الدخول منه للهرم، مروراً بزياره لمخالب ابوالهول، المغلقه عاده، ولا يقوم السائح برؤيتها الا من مسافه بعيده عبر شرفه، وكذلك زياره مدينه العمال المغلقه بسبب عدم انتهاء اعمال الحفريات بها، مؤكداً ان هذا الموقف يتم بتصريح مميز منحته وزاره الاثار للشركه في غير مواعيد العمل الرسميه، لافتين الي ان حراس المنطقه الاثريه سيفتحون غرفتين مغلقتين اولاهما غرفه الملكه، والغرفه الاخري تحت الارض.

خاضت محرره «الوطن» مغامره الدخول للمنطقه الاثريه في توقيت احدي الرحلات للتاكد من صحه ما جاء بالاعلان، لكن لم يسمح بالدخول لعدم الحصول علي تصريح بالزياره من المجلس الأعلى للآثار، وهو التصريح الذي يمنح عقب تعهد الشركات السياحيه بالالتزام باللوائح والقوانين المتمثله في عدم اقامه اي شعائر دينيه او طقوس، والالتزام بالحفاظ علي الاثر، وعدم اشعال اي شموع، مع دفع 5 الاف جنيه للمجموعه المكونه من 50 فرداً تزيد بزياده اعدادها.

وعقب عدم السماح بالدخول مع الرحله، توجهت محرره «الوطن» الي اسطح احدي البنايات المواجهه لـ«ابوالهول»، حيث بدات الطقوس التعبديه لهم من دورات حول «ابوالهول» مع دورانهم حوله عقب ارتداء ازياء موحده، ثم الوقوف لدقائق امام التمثال مع رفع ايديهم، وانتهت الطقوس بجلوسهم بين مخلبي التمثال في وضع «القرفصاء».

انتظرت المحرره حتي قدوم المواعيد الرسميه المسموح فيها بزياره المنطقه الاثريه لتحصل علي تذكره رسميه للدخول، واثناء دخولها، وعلي الرغم من وجود لافته مكتوب عليها «ممنوع التصوير» ترك القائمون علي المدخل الرئيسي للهرم الاكبر المصريين والاجانب بالدخول اليه بهواتفهم المحموله ومعدات التصوير، لنتابع سير الرحله لنصل لغرفه الملك شبه الفارغه الا من تابوت جرانيتي يعتقد اتباع الماسونيه ان النوم بداخله يعطي نوعاً من الطاقه لممارسه عبادتهم، ويعطي الفرد فرصه الاتصال بروحه في العالم الاخر.

ومع دخول المحرره مع رحله لطلبه مصريين، رصدنا ارتباك المشرف الاثري الوحيد الموجود داخل «غرفه الملك»، لنرصد سائحتين تجلسان في وضع التامل «اليوجا»، لنفاجا بعدها بطرد المشرف للموجودين بالغرفه بحجه ان وجود عدد كبير من الزوار يقلل من الاكسجين في ظل تعطل اجهزه التهويه، وبعد دفع المحرره لـ«20 جنيهاً» فقط تمكنت من النوم داخل التابوت، والدوران حوله، وتصوير الغرفه كامله، فيما اكتشفت المحرره ان كاميرات المراقبه الاربع المثبته داخل وخارج الغرفه «معطله بفعل فاعل»، ومع دخول سائح جديد طالبنا المشرف بالرحيل وعاود الكرَّه معه.

احمد علي، مرشد سياحي رافق عدداً من تلك الرحلات، يؤكد، لـ«الوطن»، ان التعبد داخل الاهرامات احد طقوس الماسونيه، مؤكداً ان من يعتقدون فيها يقومون بعمليه «الاتصال الروحي» اعتقاداً منهم بان ارواحهم كانت في مركز الارض تحت الاهرامات، مشيراً الي ان طقوسهم تبدا فور الوصول الي الهرم عبر تشكيل حلقات حول ابوالهول مع تمسحهم باقدامه لاعتقادهم بوجود ملفات قاره اطلنتس الضائعه اسفل اقدام ابوالهول بعد طوفان نوح، وهي تحتوي خلاصه المعرفه البشريه، حسب زعمهم.

اضاف «علي» ان متبعي الماسونيه يرتدون ملابس بيضاء فضفاضه ثم يرددون عبارات غامضه لفترات طويله، ومع شروق الشمس يدخلون للهرم في خطوات منظمه مرددين نفس العبارات، وفور دخولهم للهرم يبداون في اشعال الشموع حول التابوت وخلع جزء من الملابس لتحرير الروح والسماح بعمليه الاتصال الروحي دون معوقات.

وخلال هذه الجلسه يتبادلون النوم داخل تابوت الملك خوفو علي ظهورهم، ويضعون ذراعيهم علي صدورهم، وهذه هي وضعيه اوزوريس الشهير في الاساطير الفرعونيه، حسب قول «علي».

في سياق متصل، حصلت «الوطن» علي مستندات تؤكد احتراف 3 شركات سياحيه في تفويج الوفود قبل مواعيد العمل الرسميه من السادسه الي الثامنه صباحاً، ومع غروب الشمس، حيث كشف محضر حرره مفتشو اثار مصاحبون لاحدي الرحلات الخاصه، التي حصلت علي اذن بزياره خاصه، تفاصيل ما تقوم به تلك الجماعات، فطبقاً للمحضر الذي حمل رقم 2 احوال شرطة السياحة والآثار والذي حول الي قسم شرطه الاهرام تحت رقم 13613 اداره الهرم لسنه 2014 قام «فريد فايد»، مندوب شركه ابوسمبل للسياحه، في 26 من سبتمبر الماضي وسيده اجنبيه تقود المجموعه التي صدر تصريح بزياره خاصه بمنع مفتشي الاثار من الدخول بصحبه الزياره الي داخل الهرم دون ابداء اسباب، وامام اصرار المفتشين علي الدخول التزاماً باللوائح فوجئ المفتشون بالمرشد السياحي يقول لهم: «مينفعش تدخلوا الهرم معاهم هما عايزين يخلعوا هدومهم ومكسوفين منكم».

لم ينتهِ الامر عند هذا الحد فبعد اقل من شهر من تلك الواقعه كشفت زياره مفاجئه للرقابه الاداريه عن قيام مجموعه سياحيه بالتعبد والقيام بطقوس ماسونيه داخل الهرم مستخدمين كاميرات ومواد قابله للاشتعال بالمخالفه للوائح وتمت مصادره كل ذلك ورفع تقرير لوزير الاثار للمطالبه بسحب تراخيص شركه السياحه المنظمه لتلك الرحلات وهو ما لم يتم حتي الان ليس ذلك فقط فبحسب المستندات تم وضع نظام تامين بالكاميرا عاليه التقنيه في 2011 بمنطقه هضبه الهرم بتكلفه 30 مليون جنيه دفعتها وزاره الاثار مقدماً للشركه القائمه علي تركيب النظام التاميني وبعد عام واحد اكتشف المهندس طارق رضوان، مدير الاداره الهندسيه، ان الكاميرات تعاني من قصور مخالف ايضاً للحقيقه وذلك لعدم مطابقه الكاميرات للمواصفات بثبوت عدم قدرتها علي الرؤيه الليليه.

اللافت ان وزير الاثار وامام اعتراض 9 من مفتشي الاثار علي ما يحدث من ممارسات مخالفه داخل الهرم ورفعهم عدداً من المذكرات تطالب الوزير بوقفه حاسمه لوقف ما يحدث من مخالفات لم يتخذ اي خطوه عمليه الا باصدار قرار بنقل المفتشين التسعه بدعوي وجود مخالفات عليهم بالرغم من ان السجل الوظيفي للمفتشين لم يحوِ اي مخالفات.

وحتي تكتمل الحلقه تجاهل «الدماطي» المذكرات التي تقدم بها المدير السابق لمنطقه الهرم الاثريه، عزت الجندي، التي تقدم بها للوزير ولرئيس المجلس الاعلي للاثار، الدكتور مصطفي الامين، ديسمبر الماضي، مع تزايد الرحلات الخاصه في غير مواعيد العمل الرسميه، التي طالبه فيها بمنع الزيارات الخاصه داخل الهرم الاكبر.

وقال «الجندي»، لـ«الوطن»: تقدمت باكثر من شكوي لوقف المهازل التي تحدث بالهرم والتي تتم رغماً عنا، حيث ان الزيارات الخاصه للهرم تتم في غير مواعيد العمل الرسميه وبتصريح من المجلس الاعلي للاثار يوقع عليه الامين العام والوزير ولا سلطه لي كمدير للمنطقه بوقفها.

فيما قال يوسف خليفه، رئيس قطاع الاثار المصريه: «علي جثتي ان تكون هناك ممارسات ماسونيه بمنطقه الهرم، اما ان تاتي الي سائحه ترغب بالتبرك بالهرم وتظن ان نومها في التابوت سيتيح لها الحمل فما المانع؟!».

فيما كشف اللواء محمد الشيخه، رئيس قطاع المشروعات، ان كاميرات المراقبه، التي تكلفت 30 مليون جنيه، معطله نتيجه لسرقه كابل رئيسي مغزًّ لها، مشيراً الي انه يجري حالياً تركيب نظام جديد بقرض من الجانب الاسباني.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل