الأخبار

في يومهن العالمي.. نساء غزة يتحملن الوطأة الأشد للحرب

في يومهن العالمي.. نساء غزة يتحملن الوطأة الأشد للحرب
أخبارنا :  

عمان - غدير السعدي

تحتفل نساء العالم بيومهن الدولي الذي يصادف في الثامن من آذار من كل عام، يتباهين بإنجازاتهن وانتصاراتهن على خلاف نساء غزة اللواتي قدمن أرواحهن وأبنائهن وبناتهن، وتحملن الوطأة الأشد للحرب، وأصبحن نساء مشوهات نفسياً.

نساء غزة اللواتي صبرن فوق الصبر صبراً، تحملن حرب الإبادة على قطاع غزة وباتت ملابسهن ملطخة بدماء أسرهن، تجرعن مرارة الفقد والخوف، قلوبهن معتمة أطفأها مشهد الدمار، وأشلاء الأحباء.

حرب تجاوزت الخمسة أشهر لم ترحم ولم تتوقف، تجردت من الإنسانية وباتت غزة منطقة منكوبة غير صالحة للعيش على أرضها، واضطرت نحو مليون امرأة من أصل 1.9 مليون شخص للنزوح جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، للنزوح والتهجير، وهذا يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الانساني الدولي والمواثيق الدولية.

وكانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ذكرت في تقرير عن بيانات النساء والفتيات في قطاع غزة إلى مقتل اثنتين من الأمهات كل ساعة في غزة، وأن أكثر من 10 آلاف طفل فقدوا آباءهم في الهجمات الإسرائيلية.

كا أفاد تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بوجود أكثر من 546 ألف أنثى في سن الإنجاب في قطاع غزة، منهن حوالي 58% متزوجات، قُطعت عنهن خدمات الولادة الآمنة، والمعاناة من مضاعفات الحمل أو المضاعفات المرتبطة بالولادة.

وفي السياق قالت المديرة التنفيذية ومستشارة جمعية معهد «تضامن» النساء الأردني انعام العشا، يحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة في ظل منظومة حقوق الإنسان الواسعة والمتشعبة التي تسلط الضوء على قضايا حقوق الإنسان عموماً وقضايا المرأة خصوصاً في ظل مجزرة وسيل من الدماء الفلسطينية، التي تنزف منذ خمسة أشهر بشكل سافر وعلى مرأى من كل العالم دون الحد الأدنى من التدخلات.

وأضافت بأنه نحو 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال، والذي لم يقتل برصاص الاسرائيليين يقتل بالتجويع، وبالتالي هذا عار على جبين الإنسانية والأمة العربية والإسلامية، رأينا جرائم بقمة البشاعة والقبح والإجرام، وترى العشا بأن اميركا ليست عادلة وتكيل بمكاييل مختلفة ورأينا ذلك تجاه نساء وأطفال اوكرانيا وهو مختلف تماماً عن المكيال تجاه نساء وأطفال فلسطين وغزة تحديداً.

ووفق العشا، هناك مؤامرة بحجم الكون باستثناء أصوات قليلة وكل أسلحة الدمار الشامل التي تعادل ما تم إلقاءه على هيروشيما القي علي قطاع غزة صغير المساحة والمكتظ بالسكان، والذي تسبب بتقطيع الشهداء إلى أشلاء، أو قطع أطراف الأطفال.

وتابعت بأن الأبشع في هذه الحرب المعايير المزدوجة لحقوق الانسان، وازواجية تطبيقها، لأنهم يقولون ما لا يفعلون، وخطابات رنانة في جالات الحقوق المختلفة لكن على أرض الواقع فإن أطفال غزة لا يجدون رشفة ماء صالحة للشرب، ولا ترق قلوبهم لمشاهد الجوع ومحاولة الحصول على حفنة من الطحين الممزوج بالتراب.

وقالت «أن العالم مستعمر وغزة الوحيدة الحرة» لأنها تقاوم وتقاتل، وتأمل بقدوم شهر رمضان المبارك بتحرك ضمير العالم أو بان يحل السلام والاعتراف بحقوقهم، لكنهم بحاجة غلى وقت طويل لترميم الأجيال من البشاعة التي شهدتها.

وقالت المحامية والناشطة في مجال حقوق المرأة والإنسان رحاب القددومي، تعاني المرأة الفلسطينية التي منذ أكثر من سبعين عاماً من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحقها وبحق أبنائها، واعتقالهم واستشهادهم وتهجيرهم ومصادرة أراضيهم والاعتداء على منازلهم.

وأضافت إن حرب الإبادة التي تمارسها سلطات الاحتلال من مجازر واغتيالات واعتقالات وسياسة التجويع ضحيتها الأطفال والنساء، حيث تعاني النساء من عدم توفير مستلزمات الحياة الضرورية لأطفالهن، كما تزداد أعمال العنف والحرب التي يقع ضحيتها المدنيون وخاصة النساء والأطفال، فبعيداً عن السياسة ومن منظور إنساني فإن فئات النساء والأطفال هم الفئات المتضررة والضحايا في ظروف الحرب.

ولفتت القدومي أن النساء في ظل هذه الحرب تقوم بأعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتهن الجسدية، كما أن منع دخول المستلزمات الصحية النسوية، تصفه الفلسطينيات بـ«الكارثي» والذي يتزامن مع غياب المياه اللازمة للنظافة والاستحمام وحتى الشرب، كل ذلك يحدث في ظل ضغوط نفسية تعاني منها النساء بسبب الآثار الكارثية لهذه الحرب بدءًا من ترك منازلهن، مروراً بفقدان مقومات الحياة، وصولاً لفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن.

الحرب المدمرة للقطاع, والتي تستهدف المدنيين فقد خلفت أكثر من 30 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال اي بنسبة تجاوزت الـ70% من الشهداء الفلسطينيين، وقد جاء من بين النساء اللاتي استُشهدن في العدوان الإسرائيلي على غزة صحفيات، وعضوات بالطواقم الطبية وأخريات بمنظمات إنسانية وموظفات في الأمم المتحدة، منوهةً بأن اتفاقيات جنيف أشارت لضرورة حماية الصحفيين والطواقم الطبية والإنسانية أثناء الحرب.

وبينت أن معاناة الحوامل تتعمق في غزة مع غياب ملاذ آمن من القصف حيث تتعرض حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة للولادة في ظروف مزرية على نحو متزايد، بما في ذلك 5500 امرأة من المقرر أن تلدن خلال شهر، مما يؤدي إلى إجبار أكثر من 180 امرأة يوميًا على الولادة في ظروف غير إنسانية ومهينة وقاسية وخطرة. ــ الراي

مواضيع قد تهمك