فلسطين أون لاين

في يوم المرأة العالمي.. واقع نساء غزة يزداد سوءًا

...
غزة - الأناضول

بينما تحتفل نساء العالم بيومهنّ العالمي، تلملم المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، هذا العام، جراحها التي خلّفتها ثلاثة حروب، وأحد عشرَ عاماً من حصارٍ إسرائيلي.

وفي هذا اليوم الأربعاء 8-3-2017 ، تشير الإحصائيات المحلية إلى تراجع الواقع المعيشي والاجتماعي للنساء الفلسطينيات بغزة، فيما تصف تغريد جمعة، مديرة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية بغزة، واقعهنّ بـ"القاسي".

وتضيف:" المرأة الفلسطينية في غزة ما زالت تدفع ثمن الحروب والحصار وما خلّفاه من ارتفاع نسب البطالة، وتردّي الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية".

وأوضحت جمعة أن واقع المرأة في غزة بكافة اختلاف مجالاته يتراجع ويزداد سوءاً.

وقالت:" محصّلة ضحايا الحروب الثلاثة الأخيرة التي شنّتها (إسرائيل) على غزة، من النساء بلغت حوالي 600 امرأة".

وشنت دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال أعوام (2008 و2014)، ثلاثة حروب على قطاع غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى.

ولفتت إلى أن المجتمع الدولي "لم ينتصر حتّى اللحظة للمرأة الفلسطينية"، ولم يُجبر الاحتلال الإسرائيلي على "دفع ثمن جرائمه، التي ارتكبها بحق نساء غزة، خلال حروبه الثلاثة".

وتشير إلى أن غالبية النساء اللواتي دُمرت منازلهنّ خلال الحرب الأخيرة على غزة، فقدن خصوصيتهن الاجتماعية.

وتابعت:" النساء دفعن تكلفة الحرب الباهظة، فقدن خصوصيتهن لتواجدهن في أماكن غير أماكنهن".

وفي السياق ذاته، بيّنت جمعة أن النساء دفعن أيضاً، تكلفة الحصار، الذي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي على القطاع للعام الحادي عشر على التوالي.

وقالت:" بلغت نسبة البطالة في صفوف النساء حوالي 38%، أصبحت النساء تُقبل في العمل بأقل الأجور المقدّمة لهن، لتحسين أوضاعهن المعيشية وإعالة أسرهن".

ولفتت إلى أن أصحاب العمل يقمن باستغلال النساء في غزة بأعمال مُرهقة، وبأجورٍ زهيدة.

وذكرت أن الحروب الإسرائيلية، التي أدت إلى استشهاد آلاف الرجال المعيلين لأسرهم بغزة، زاد من أعباء النساء، إذ جعلهن المعيل الأول والرئيسي للأسرة، وفق جمعة.

ومن جانب آخر، ترى جمعة أن تراجع تقديم القطاع الصحي خدماته بغزة، أثّر بشكل كبير على الوضع الصحي للنساء.

واستكملت قائلة:" لم تتجاوز نسبة الرعاية الصحية المقدّمة لنساء غزة، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، الـ 30%، من إجمالي الخدمات الصحية".

وتابعت:" تم إعادة توجيه وتدوير الخدمات الصحية المقدمة بغزة على حساب النساء، سيّما الحوامل، اللواتي افتقدن تلك الرعاية، بشكل أثّر على صحتهن وصحة الجنين".

وفي سياق آخر، ترى جمعة أن استمرار الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، يُلقي بظلاله السلبية على واقع المرأة الفلسطينية.

وقالت:" الانقسام أثّر على سنّ القوانين المنصفة للنساء، فقد خسرن الكثير من حقوقهن بسبب تجميد سن القوانين".

وحمّلت جمعة المجتمع الدولي المسؤولية إزاء تردي أوضاع المرأة الفلسطينية اجتماعياً، واقتصادياً، ومعيشياً.

وتابعت:" مطلوب من المجتمع الدولي ملاحقة (إسرائيل) على جرائمها التي ارتكبتها بحق المرأة سواء في غزة أو الضفة الغربية".

كما طالب حكومة رامي الحمد لله بتوفير الخدمات الأساسية سواء المتعلقة بالجانب الصحي، أو المعيشي، أو الثقافي والتعليمي، أو السياسي للنساء الفلسطينيات بغزة.

وفي السابع من يوليو/تموز 2014، شنت دولة الاحتلال الإسرائيلي حربًا على قطاع غزة، أكثر بقاع الأرض اكتظاظًا بالسكان (1.9 مليون نسمة)، وجرائها استشهد 2322 فلسطينيًا .

وكان من بين الشهداء 489 امرأة، أعمارهن تتراوح ما بين 20-40 عامًا، فيما أصيبت 302 سيدة أخرى، منهن 100 امرأة تعاني من إعاقة دائمة.

وبحسب "مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة" (غير حكومي)، تعرضت 600 امرأة للإجهاض خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، جراء "الخوف"، إضافة إلى تهجير 34697 سيدة جراء تدمير منازلهن بشكل كُلّي أو جزئي، فيما فقدت 791 سيدة أزواجهن خلال الحرب.

ومن جهته، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان (محلي)، تمر هذه المناسبة، هذا العام، في ظل استمرار تدهور أوضاع حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص.

وتابع، في بيان مكتوب أصدره أمس:" النساء يعشن أوضاعاً بالغة القسوة، جعلتهن عرضة للاضطهاد والقهر العرقي بأشكاله المختلفة على أيدي قوات الاحتلال".

ويلفت إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة حرم المرأة الفلسطينية من حقها في السفر والتنقّل بشكل يؤثر على حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، معتبراً ذلك انتهاكاً منظّمها لحقوقها من قبل (إسرائيل).

ووفق الميزان، فقد شهدت الفترة الممتدة منذ نهاية العام (2008 – 2017)، استشهاد (437) سيدة، بالإضافة إلى تعرّض آلاف السيدات لإصابات مختلفة، نتيجة استهدافهم بشكل مباشر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

فيما بلغ عدد النساء اللواتي فقدن أزواجهن، وتحملن بالتالي مسؤولية إعالة الأسرة، حوالي (1312) سيدة.

وتابع المركز:" بالإضافة لكونها ضحية مستهدفة، فهي التي تتحمل تبعات تفشي ظواهر البطالة والفقر والتهجير القسري".

واستكمل:" كما أنها تدفع ثمن مظاهر غياب سيادة القانون داخلياً، فتتحمل عناء العمل في ظروف تنعدم فيها أبسط شروط الحق في العمل، المكفولة في القانون الدولي لحقوق الإنسان".

ومنذ أكثر من عام، تعتقل دولة الاحتلال الإسرائيلي في سجونها، سيدة فلسطينية واحدة من قطاع غزة، كما قال عبد الله قنديل، الناطق باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين في قطاع غزة (غير حكومية).

وأضاف": "تعاني الأسيرات الفلسطينيات من ظروف سيئة للغاية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي".

وتتعرض المعتقلات لتعذيب نفسي وجسدي من قبل إدارة السجون، وانتهاك لخصوصياتهن، وفق قنديل.

وأردف:" تحرم سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسيرات من العلاج ومن التعليم ومن أدنى حقوقهن".

وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحتجز 56 معتقلة فلسطينية، داخل سجونها، بينهنّ (12) قاصراً (أدنى من عمر 18 عاماً).

وأشار النادي في بيان أصدره، أمس ، بمناسبة يوم المرأة العالمي والذي يصادف اليوم، إلى أن أقدم المعتقلات هي لينا الجربوني، المعتقلة منذ العام 2002.

وأوضح نادي الأسير، أن المعتقلات المتواجدات في سجني "هشارون" و"الدامون"، يعشن ظروفاً اعتقالية صعبة.

وفي إحصائية أصدرها مركز الإحصاء الفلسطيني، أمس، قال إن نسبة الإناث في الضفة الغربية وقطاع غزة، بلغت نحو 49.2%، مقابل 50.8% للذكور خلال العام الماضي.

وحسب الإحصائية فإن عدد الإناث في قطاع غزة، يصل إلى أكثر من 940 ألف أنثي، مقابل 971 ألف ذكر.

وأشارت الإحصائية إلى أن 11% من الأسر الفلسطينية تعيلها نساء، بواقع 12% في الضفة الغربية، و9% في قطاع غزة.

وتتدنى نسبة الأمية بين النساء الفلسطينيات، حسب البيان، فقد بلغت نسبة معرفة النسوة اللواتي يُجدن القراءة والكتابة 95.2%.

وتصل نسبة البطالة في صفوف النساء اللواتي حصلن على 13 سنة دراسية، إلى أكثر من 50%.

وفرضت دولة الاحتلال الإسرائيلي حصارًا على سكان غزة (1.9 مليون فلسطيني)، منذ نجاح حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون ثاني 2006، وشدّدته في منتصف يونيو/حزيران 2007.

ووفقاً لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.

ويحتفل العالم في الثامن من مارس/ آذار من كل عام، بيوم المرأة العالمي، وفيه يتم الاحتفال عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.