أسطورة عين حورس أو العين الثالثة... وما علاقتها بالماسونيَّة وأحداث آخر الزمان؟

لا شكّ أنه سبق وشاهدت هذا الشعار منقوشًا على إحدى جدران معابد مصر القديمة، أو على آثارها كالأهرامات والمقابر والتوابيت، وكلّ ما هو مرتبط بالفراعنة لا يخلو من هذا الرمز، أو على العملة الورقيَّة في الدولار الأمريكي، وحتى محافل الماسونيَّة، وفي كل شيء غامض، إلى أن أصبحت تُستخدم في الزينة والمجوهرات والقلادات في عصرنا الحالي وتُدعى بـ(عين حورس).. فما سرّها؟ وما علاقتها بالماسونيَّة وهل هي فعلاً مرتبطة بأحداث آخر الزمان؟ هذا ما سنكتشفه معاً في هذا المقال.

أسطورة حورس عند الفراعنة

ترتبط أسطورة عين حورس بشكل وثيق بالديانة المصريَّة القديمة عند الفراعنة، حيث كانوا يعتبرونها رمزاً من رموز الحماية الإلهية، والحامية من الحسد والأرواح الشريرة، وتقوي النظر، وكان يستخدمها أطباء مصر القديمة في علاج الأمراض من خلال وضع شعار عين حورس على وصفاتهم الطبيَّة لمدّ الجسد بالقوة ولشفائه، وعدم فنائه «الخلود»، وأيضاً القدرة على إحياء الموتى «البعث»، بحسب اعتقادهم، بالإضافة إلى اعتقادهم بأنها رمز للحماية من المخاطر نسبةً إلى "حورس" إله الحماية في مصر القديمة الذي أشتُهر بمعاركه الضاريّة بين قوى الخير والشر في أساطير إيزيس وأوزوريس وحورس.

قصَّة حورس وحروبه الشَّرسة

تُعدّ أساطير إيزيس، وأوزوريس، وحورس، من أكثر الأساطير شهرة في التاريخ المصري القديم، حيث وصفت المعارك التي نشبت بين إله الحماية "حورس" وإله الشر "سِت"، الذي قتل أخيه "أوزوريس" في حفل تتويجه على عرش مصر وقام بتقطيعه وتمزيق جسده ورمى أشلاءه في وادي النيل، إلى أن جاءت زوجته وقامت بالبحث عنه وجمعت بقايا جسده حتى تُعيده للحياة مرة أخرى وتمكنت من إحيائه لكن جسده لم يكن مكتملاً وأصبح حاكماً لعالم الموتى وإلهاً للبعث والحساب بعد الموت.

وأنجبت إيزيس من أوزوريس ابنهما "حورس" الوريث الشرعي لأرض مصر، وحاولت إخفاءه حتى لا يقتله سِت، وهربت إلى أحراش الدلتا واختبأت فيها حتى ولدته، وعندما اشتدّ ساعده عاد إلى مصر وهو يطالب بحقّه في الحكم وعازماً للانتقام لوالده أوزوريس الذي قتله سِت، فدارت حرب ضارية بين الخصمين استمرت لـ 80 سنة، وخلال تلك المعركة سرق "سِت" عين حورس اليمنى وفقأ عينه اليسرى، عندها تدخل إله الحكمة والسحر عند المصريين القدماء "تحوت" واستبدل إحدى عيني حورس بعين لها قوة خارقة، يستطيع بها هزيمة خصمه «سِت» واستخدامها كتعويذة سحرية لاستعادة والد حورس "أوزوريس" من عالم الأموات للحياة، فانتصر حورس وأصبح إلهاً للعدل والخير.

ومن هنا أصبحت عين حورس لدى الفراعنة رمزاً للقوة، والسيطرة، والحماية من الشرور، والأمراض، وأصبحوا يستخدمونها كتعاويذ سحرية لحماية عروشهم وإحياء الموتى، بعد أن استخدمها حورس لإحياء والده أوزوريس.

وجاء في نصّ إحدى التعاويذ: «عين حورس هي حاميتك، أوزوريس إله الغربيين هو حارسك، سيهزم كل أعداءك وكل أعداءك هم جزء منك»، وفي التعويذة رقم 64: «أحضرت لك عين حورس لكي تبث السعادة إلى قلبك».

علاقة عين حورس بالماسونيَّة

تُعدّ عين حورس كواحدة من أهم الرموز الغامضة عند الماسونية أو "المتنورين" كما يسمّون أنفسهم، حيث ظهرت في أولى حفلات الماسونية عام 1797م الرسميَّة للماسونيَّة، ومن أسمائها التي أطلقوا عليها حديثاً "عين الروح"، أو "عين البصيرة"، أو "العين التي ترى كل شيء"، كرمزٍ للقوّة وإيهامٍ الشعوب بسيطرتهم على العالم، وتكون محاطة بشعاع النور كرمز للتنوير.

عين حورس وعلاقتها بأحداث آخر الزمان

بينما كثرت الأقاويل عن عين حورس أو العين الثالثة على أنها رمز خاصّ بالماسون والهرم الماسوني ومرتبط بسيطرتهم على العالم، وخروج الأعور الدجال في آخر الزمان، استضفنا في موقع جوّك أحد المختصين في علوم الماورائيات والعالَم الآخر وهو د. حسان حريري عالِم سوري رائد في مجال الروحانيّات، وكل ما يخصّ العالم الآخر، وصاحب قناة ورد الشام للروحانيات على اليوتيوب، وكان له رأي مخالف لكلّ ما تم ذكره حول عين حورس وكشف حقيقتها، حيث قال مستنكراً: "عين حورس واحدة من ألاعيب الماسونية التي سيطرت على أدمغة الشعوب العربية بهدف صبّ الخوف والضعف في قلوبهم، وأصبح الناس كلّ ما يرون رمز العين يقولون ماسون ودجال وشيطان !!".

وتابع قوله: "يوجد رسمة هرم وفي أعلاها رمز العين نشرها اليهود على أنَّها تمثلهم كتنظيم الماسون وأطلقوا عليه اسم"الهرم الماسوني"، لكن بالحقيقة لا، وهذا عارٍ عن الصحة تماماً، فالعين التي برأس الهرم هي أحجيّة عين حورس وهي في الأساس بوابة سماوية ينزل منها ملائكة كبار شِداد حين يأمر بآخر الزمان ..وهي بوابة ملائكية من الله وسيُفتح بآخر الزمان هذا الهرم وبوابة حورس أقصد "عين حورس" وهي شيء للخير ليس للشر، والهرم الماسوني ما هو إلا مجرد أكاذيب منهم لذلك اليوم مُلئت مصر ولا تغادر الأهرامات وسيأتي وقت وينكشف كل شيء وتعرف كل الناس هذه الحقيقة".

المصادر:

https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/2875576/1/تعويذة--عين-حورس--تعالج-الأمراض-وتعيد-الموتى;;;; https://www.t-rexmag.com/2018/01/Horus-Mythology.html https://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=37122 https://www.albawabhnews.com/1655424

محررة وكاتبة صحفية سورية في عدة مجلات ومواقع الكترونية، وطالبة في كلية الإعلام بجامعة دمشق..شعاري الذي أحمله في قلبي وعقلي في كل زمان ومكان "الإعلام أمانة فلنحافظ عليها". -ايميلي الخاص لطلب مقالات: dohaalshurbaji065@gmail.com

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

أكتوبر 16, 2022, 9:58 ص

موضوع شيق شكرا

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب

محررة وكاتبة صحفية سورية في عدة مجلات ومواقع الكترونية، وطالبة في كلية الإعلام بجامعة دمشق..شعاري الذي أحمله في قلبي وعقلي في كل زمان ومكان "الإعلام أمانة فلنحافظ عليها". -ايميلي الخاص لطلب مقالات: dohaalshurbaji065@gmail.com