الخميس 2 مايو / مايو 2024

أزمات إنسانية وصحية.. نساء من غزة يروين معاناتهن بعد النزوح جنوبًا

أزمات إنسانية وصحية.. نساء من غزة يروين معاناتهن بعد النزوح جنوبًا

Changed

تكافح النساء في غزة للحفاظ على أبسط مقومات العيش لأطفالهن
تكافح النساء في غزة للحفاظ على أبسط مقومات العيش لأطفالهن - غيتي
تروي نساء من غزة معانتهن بعد أن نزحن من الشمال باتجاه الجنوب دون أي مقومات بسيطة للحياة اليومية.

حوّل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حياة سكانه معاناة دائمة للبحث عن أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه وحتى استخدام الحمام، مع تضييق الاحتلال الحصار الذي فرضه قبل 16 عامًا على القطاع، حارمًا الفلسطينيين من الماء والدواء إضافة إلى الوقود.

ومع مواصلة إسرائيل هذا العدوان، وسط ارتكابها العديد من المجازر وجرائم الحرب، تدخل الحرب يومها الـ79، مع ارتفاع عدد الشهداء إلى ما يزيد عن 20 ألف شهيد، إضافة لآلاف الجرحى وغالبيتهم من الأطفال والنساء. 

وتعكس المرأة الفلسطينية واقع المأساة التي يعاني منها سكان قطاع غزة، في ظل هذا العدوان، حيث روت سيدات من قطاع غزة لوكالة فرانس برس، واقع حياتهن اليوم بعد أكثر من شهرين من على الحرب.

معاناة صحية في مستشفيات غزة

الطبيبة نور الوحيدي، صاحبة الـ24 عامًا، مكثت 38 يومًا في مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد بداية العدوان، لتضطر للنزوح بعدها إلى رفح في جنوب القطاع، بعد حصار جيش الاحتلال للمستشفى واقتحامه. 

وتعمل نور حاليًا في قسم الاستقبال والطوارئ داخل المستشفى الكويتي في مدينة رفح، حيث تروي كيف عملت لمدة 38 يومًا متواصلًا، وتقول لوكالة فرانس برس: "لم أذهب للبيت إطلاقًا، تمت محاصرة المستشفى فنزحت في اليوم الـ38 أي منذ أكثر من شهر".

وتؤكد الطبيبة وجود "اختلاف شاسع بين حياتي السابقة في بيتي، وبين وجودي في مكان غريب بدون مواد غذائية أو مياه، أي مقومات الوضع كارثي، إنسانيًا واقتصاديًا ومعيشيًا وصحيًا".

وتقول نور إنها تقيم في رفح الآن مع "أكثر من 20 شخصًا في شقة صغيرة جدًا، حيث المكان لا يتسع للجميع".

وتضيف:" بقيت عائلتي من جهة والدتي في مدرسة تابعة للأونروا، أما باقي عائلتي، جدتي وعمي وعمتي فما زالوا في غزة للأسف والاتصال بهم منقطع، مستودعينهم الله".

الاحتلال دمر وخرب كل شيء يجده في طريقه داخل غزة - رويترز
الاحتلال دمر وخرب كل شيء يجده في طريقه داخل غزة - رويترز

"نفكر كيف نحيا"

وتضيف: "كل يوم، أشاهد قصص معاناة لم أكن يومًا أتخيل مشاهدتها. وسائل الراحة ليست متوافرة، لا يمكنني أن ارتاح وأنام بعد الدوام، عدد الموجودين في البيت كبير". لكنها توضح "نحن أفضل من غيرنا" مشيرة إلى أنها بعد تركها العمل "أعود للبيت، أطبخ معهم على النار وأقوم بإشعال النار، أقوم بالغسيل على يدي حين تتوافر المياه".

وتشير نور إلى أنها "عملت خلال العامين الماضيين أثناء تصعيدات عسكرية لكن هذه الحرب مختلفة في كل شيء"، موضحة أن "المدة طويلة وعدد الشهداء ونوع الإصابات لم يمر من قبل بسبب شدتها والنزوح".

وتروي أنها خلال نزوحها "كنت أسير في الشوارع وأنا في حالة صدمة. لم أتخيل حجم هذه الحرب"، مشيرة إلى أن الحرب "خلقت من كل شخص فينا شخصًا مختلفًا تمامًا. لا نستحق هذه الحياة، لا أحد يجب أن يعيش هذه الحياة".

الآف الفلسطينيين في مراكز الإيواء لا يعرفون مصير منازله
الآف الفلسطينيين في مراكز الإيواء لا يعرفون مصير منازلهم - رويترز

"القهوة مع زوجي"

أما سندس البايض صاحبة الـ32 عامًا، والأم لثلاثة أطفال، فتؤكد أن حياتها "انقلبت 180 درجة" منذ بدء العدوان، حيث تعيش الآن في خيمة صغيرة أمام المستشفى الكويتي برفح، وتتذكر حياتها قبل العدوان قائلة: "حياتنا قبل الحرب كانت مستقرة وسعيدة. كان يوجد كل شيء في منزلي. كنت أقيم في شقة في مبنى يعود لعائلة زوجي. وأطفالي يذهبون للمدارس" موضحة أنها تشتاق لروتينها اليومي.

وتتابع: "روتين حياتي اليومي إيقاظ أطفالي صباحًا للمدرسة، وتجهيزهم وتحضير الطعام، قبل النوم مرة اخرى ثم شرب القهوة مع زوجي حياة بسيطة ومستقرة ليتها تعود".

أما اليوم فتشير السيدة المتزوجة من صحافي إلى أن نزوحها مع أطفالها تم على مراحل، بينما بقي زوجها في غزة في البداية. وتوضح أنها مكثت في دير البلح لأكثر من أسبوعين ثم فرت مرة أخرى إلى رفح.

وتضيف: "هذه الحرب أرهقتنا نفسيًا بشدة. أطفالي سلوكهم تغير وأصبحنا جميعًا بمزاج حاد. جميعنا بحاجة لعلاج نفسي بعد الحرب". وتؤكد سندس أنها اتفقت مع زوجها على البقاء "نحن متعلقون بعائلاتنا. الغربة صعبة وفراق الأهل والذكريات صعب".

يعيش اللاجئون في مراكز الإيواء ظروفا صعبة للغاية
يعيش اللاجئون في مراكز الإيواء ظروفا صعبة للغاية - رويترز

بدورها، تعيش التلميذة لين روك (17 عامًا) حاليًا، في خيمة مع والديها وشقيقها وأربع شقيقات وابنة أحداهن. ولين هي طالبة في السنة الأخيرة من المدرسة كانت تحلم بدراسة الصحافة.

وتوضح لوكالة فرانس برس: "حياتي كانت روتينية لدرجة أنني كنت أتذمر منها. الحرب غيرت كل شيء. أصبحت أتمنى العودة لحياتي التي لم تكن تعجبني".

وتتابع: "لم أتوقع أن اعيش هذه الحياة. في منزلنا 4 حمامات"، مؤكدة أنها فقدت 7 كيلوغرامات من وزنها في هذه الحرب.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close