هيئة الأمم المتحدة للمرأة شددت على ضرورة دعم النساء والفتيات للوصول إلى المأوى الآمن
هيئة الأمم المتحدة للمرأة شددت على ضرورة دعم النساء والفتيات للوصول إلى المأوى الآمن

أعربت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن بالغ قلقها على حياة النساء والفتيات مع استمرار التصعيد في قطاع غزة وإسرائيل، معتبرة ما يحدث "أزمة عميقة" لم تشهدها المنطقة منذ عقود.

وفي حوار مع موقع الأمم المتحدة أشارت نائبة المديرة التنفيذية للهيئة الأممية، سارة هندريكس، إلى "التأثير غير المتناسب" للصراع على النساء والفتيات، مشددة على أهمية إدراك وتحديد "الاحتياجات ونقاط الضعف الخاصة والملحة للنساء ومعالجتها".

ولفتت هندريكس إلى أن النساء المتواجدات على الأرض في غزة، اللاتي شاركن في قيادة العمل الإنساني المستجيب للنوع الاجتماعي، يجدن أنفسهن الآن يتلقين ذلك العمل الإنساني.

وأكدت على ضرورة دعم النساء والفتيات للوصول إلى المأوى الآمن، والحصول على الحماية، والرعاية الصحية للأمهات، مشددة على أن الاحتياجات الأساسية بما فيها المياه والصرف الصحي والغذاء والوقود، أمور بالغة الأهمية لبقاء النساء والفتيات ورفاههن، كما جددت الدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فوراً.

وأضافت "هناك أكثر من 500 ألف امرأة وفتاة نزحن من منازلهن في غزة. بالإضافة إلى ذلك، تشير تقديراتنا إلى أن العنف قد أنتج ما يقرب من 900 أسرة جديدة تعيلها نساء (بعد مقتل شركائهن الذكور). هذه الأرقام حتى 18 أكتوبر"، وشددت "أدى العنف إلى ارتفاع عدد النساء اللاتي أصبحن الآن أرامل ومسؤولات عن بيوتهن وأسرهن وعن احتياجاتهن".

وتابعت "حتى قبل اندلاع العنف، أفاد تقرير عن الاحتياجات الإنسانية، لعام 2023، بأن 668 ألف شخص لاسيما النساء والفتيات، أي ما يقرب من 30 في المئة من السكان، كانوا بحاجة إلى الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي".

وبالتالي فإن ما يؤثر على حياة النساء، بحسب هندريكس، هو "التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب عدم توفر سكن مستقر، وبسبب النزوح، واستمرار العنف بصورة كبيرة. وإذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية، فسوف تستمر هذه الأرقام في الارتفاع".

وتخشى 98 في المئة من النساء، كما قالت هندريكس، على سلامتهن، كما أن "مستويات الاكتئاب كبيرة جداً بين النساء والرجال على حد سواء".

وأصدرت الهيئة الأممية ما وصفته بـ "تقييم سريع واستجابة إنسانية للوضع في غزة. ويهدف هذا التقييم إلى تسليط الضوء على التأثير العميق للصراع المستمر على الناس، بمن فيهم النساء والفتيات بشكل خاص".

وخلّف القصف على غزة كما ذكرت هندريكس "5087 قتيلا منذ 7 أكتوبر (الآن 6546 فلسطينيا وفقا لآخر التقديرات الفلسطينية)، بينهم 2055 طفلاً و1119 امرأة" معتبرة أن "العواقب الإنسانية لاستمرار القصف خطيرة للغاية وستؤدي إلى خلق مخاطر خاصة ونقاط ضعف لدى النساء في القطاع"، لافتة إلى أنه "حتى قبل الأزمة، كان الوضع في غزة سيئا، وقد تدهور الآن بشكل كبير".

وذكّرت بتقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان، التي تشير إلى "تواجد 540 ألف امرأة في سن الإنجاب في غزة، بينهن ما يقرب من 50 ألف امرأة حامل حاليا، ومن المتوقع أن تلد 5522 من هؤلاء النساء في الشهر المقبل فقط. ولذلك فمن المهم جدا أن يحصلن على الخدمات الصحية والرعاية الصحية الإنجابية الآمنة".

يذكر أن الهدف من المناشدة التي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بحسب هندريكس، "ضمان حماية النساء والفتيات في إسرائيل وغزة، والوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية".

وشنت حماس، المصنفة إرهابية، في السابع من أكتوبر، هجوما مباغتا على إسرائيل، أسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية. 

وفي المقابل، أسفر القصف الإسرائيلي على غزة، بحسب وزارة الصحة في القطاع، عن مقتل 6546 فلسطينيا، غالبيتهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء، وفق آخر حصيلة أعلنتها، الأربعاء.

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "أكثر من 70 هدفا" في أنحاء غزة خلال الـ24 ساعة
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "أكثر من 70 هدفا" في أنحاء غزة خلال الـ24 ساعة

دارت معارك عنيفة تزامنا مع قصف إسرائيلي مكثف في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، مع إعلان إسرائيل دخول أولى المساعدات الإنسانية عبر الميناء العائم الذي أقامته الولايات المتحدة، إلى القطاع المحاصر.

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن قواته الجوية "قصفت أكثر من 70 هدفا" في أنحاء قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما تواصل القوات البرية "عمليات دقيقة" شرقي رفح.

وبعد مرور أكثر من 10 أيام على ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ"عملية محدودة" في رفح، اندلع القتال مرة أخرى بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين في شمال غزة.

وأعلن المستشفى الكويتي أن غارة إسرائيلية خلال الليل أسفرت عن مقتل شخصين في مخيم للنازحين في رفح، فيما أفاد شهود عيان بإطلاق نار كثيف وقصف في جنوب شرق المدينة، وقصف طائرات لمناطقها الشرقية.

وحسب الجيش، فإن قواته "نفذت مداهمات" في رفح وعثرت على أسلحة ومتفجرات.

وقال مراسلو وكالة فرانس برس وشهود ومسعفون، إن معارك عنيفة دارت ليلا في مخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عن أن القتال الذي يجري حاليا في جباليا "ربما يكون الأكثر ضراوة" منذ بدء الحرب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بداية يناير، أنه "أكمل تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس الفلسطينية في شمال قطاع غزة"، لكنه قال لفرانس برس إن "حماس كانت تسيطر بشكل كامل على جباليا حتى وصولنا قبل بضعة أيام".

مجاعة تلوح في الأفق

حذرت الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في غزة، حيث تقول إن الغالبية العظمى من سكان القطاع البح المعابر البرية والسماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.

ورحب الاتحاد الأوروبي بالشحنة الأولى من قبرص إلى رصيف غزة العائم، لكنه دعا إسرائيل إلى "توسيع عمليات التسليم عن طريق البر وفتح معابر إضافية على الفور".

ووسط نقص المساعدات، قال الجيش الإسرائيلي إن "عشرات المدنيين الإسرائيليين" أشعلوا النار في شاحنة مساعدات متجهة إلى غزة في الضفة الغربية المحتلة مساء، الخميس، في ثاني هجوم من نوعه خلال أسبوع.

وتحذر الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بانتظام من خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون نسمة، نزح 70 بالمئة منهم منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.

وفي ذلك اليوم، نفذت حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) هجوما على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا غالبيتهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا، ما زال 125 منهم محتجزين في غزة قضى 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، العثور في غزة على جثث 3 رهائن خطفوا في هجوم السابع من أكتوبر، وإعادتها إلى البلاد.

وأشار المتحدث باسم الجيش، دانييل هاغاري، إلى أن الرهائن الـ3 "قتلوا بوحشية" على يد حماس لدى محاولتهم الفرار من مهرجان نوفا الموسيقي "وتم نقل جثثهم" إلى غزة.

وردا على الهجوم، ينفّذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف وعمليات برية في قطاع غزة حيث قتل حتى الآن 35386 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، حسب آخر حصيلة أوردتها السلطات الصحية في غزة.

وأكدت منظمات إغاثية وإنسانية، أن التوغل في رفح زاد من عرقلة توصيل المساعدات، مع إغلاق معبر المدينة الجنوبية على الحدود المصرية، وهو قناة حيوية للمساعدات الإنسانية.

وأغلق معبر رفح مع مصر، الذي يعد البوابة الرئيسية للبضائع والأشخاص الذين يدخلون غزة، منذ أن أعلنت إسرائيل السيطرة على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مصر بأنها تحتجز سكان غزة "رهينة" لرفضها التعاون مع إسرائيل بشأن المعبر الرئيسي للمساعدات.

ورفضت مصر التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح، خشية أن تكون السيطرة عليه جزءا من خطة نتانياهو لشن هجوم بري واسع النطاق على مدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون غزّي نزحوا من مناطق أخرى.

جهود دبلوماسية

وغداة إعلان إسرائيل تكثيف عملياتها في رفح، دعت 13 دولة غربية، كثير منها من الداعمين التقليديين لإسرائيل، الجمعة، إلى عدم شن هجوم واسع على رفح.

والدول الموقعة هي أستراليا وبريطانيا وكندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والسويد الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ووفق أوتشا، "فر بين 6 مايو" حين حذّر الجيش الإسرائيلي بوجوب مغادرة القطاعات الشرقية من رفح التي كان يتكدس فيها حينها نحو 1.4 مليون شخص غالبيتهم من النازحين، "و16 منه نحو 640 ألف شخص بينهم نحو 40 ألفا في 16 مايو".

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنها لم تتلق أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من مايو.

وقال المتحدث باسم المنظمة، طارق ياساريفيتش، في جنيف: "تمكنا من توزيع بعض الإمدادات لكن النقص كبير، بشكل خاص المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات".

ويواصل الفلسطينيون مغادرة شرق رفح وكذلك مناطق أخرى من المدينة المتاخمة للحدود المغلقة مع مصر.

مسؤولة أميركية تتحدث للحرة عن آلية عمل رصيف المساعدات في غزة
قالت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، إليزابيث ستكني، لقناة "الحرة" إنه في، صباح الجمعة، "بدأت شاحنات المساعدات الإنسانية في التحرك عبر الرصيف البحري العائم المؤقت إلى غزة، الذي يعتبر جزء من الجهود الأميركية جوا وبرا وبحرا من أجل زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلي سكان غزة".

من جانبه، أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، سيزور السعودية، السبت، ثم إسرائيل، الأحد، لإجراء محادثات حول الحرب في غزة.

وفي حين يبذل الرئيس الأميركي، جو بايدن، جهودا كبرى بغية التوصل إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، أشار الناطق باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إلى أن سوليفان سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بضربة جوية إسرائيلية طالت مخيم جنين، وفق الحركة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

وتشهد مختلف مناطق الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، تصاعدا في وتيرة أعمال العنف في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة اعتبارا من السابع من أكتوبر.