A Palestinian family sits near destroyed houses following a strike in Rafah on the southern Gaza Strip on November 6, 2023,…
استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة

مع إعلان الحكومة الإسرائيلية قطع جميع الإمدادات عن قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة، أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن ما لا يقل عن 569 شاحنة مساعدات دخلت غزة منذ 21 أكتوبر الماضي.

لكن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، يقول إنه قبل 7 أكتوبر، كان يدخل إلى غزة يومياً ما يقرب من 550 حمولة شاحنة من البضائع، تحمل إمدادات للاستخدام التجاري ومنظمات الإغاثة. ودخلت نحو 350 شاحنة المعابر على الجانب الإسرائيلي ومرت 200 شاحنة عبر مصر.

وفي العام الماضي، كان حوالي 60 بالمئة من الفلسطينيين في غزة بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بحسب ما نقل موقع "إيه بي سي نيوز" عن "أوتشا".

وأعرب رئيس قسم الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الدكتور مايكل رايان، عن أسفه لأن هذا العدد من الشاحنات يعتبر "قطرة في محيط الحاجة الآن في غزة".

ومع نقص إمدادات الغذاء والدواء والوقود، تعاني غزة من كارثة إنسانية "غير مسبوقة"، بحسب تحذيرات الأمم المتحدة، وذلك بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس، المصنفة إرهابية، والذي خلف 1400 قتيل، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.

وأسفر الرد الإسرائيلي على هجوم حماس، المتمثل في غارات متواصلة وتوغل بري، عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.

الشاحنات تحتوي على غذاء وماء ومساعدات إغاثية وأدوية ومستلزمات طبية

الوقود

وكانت الغالبية العظمى من الشاحنات التي دخلت غزة قبل الحرب تحمل شكلاً من أشكال الوقود.

وفي أغسطس 2023، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن منظمة غيشا، دخلت 1200 شاحنة محملة بالديزل والبنزين وغاز الطهي إلى القطاع.

وكانت معظم الشاحنات تحمل الوقود للمساعدة في تشغيل محطة توليد الكهرباء المحلية في غزة، والتي كان إنتاجها يتراوح بين 65 إلى 75 ميغاوات تقريبًا من الكهرباء. وهذه المحطة هي أحد مصدرين للكهرباء في غزة.

وبالإضافة إلى ذلك، اشترت السلطة الفلسطينية 120 ميغاوات من الكهرباء من إسرائيل، والتي دخلت إلى غزة، بحسب تقرير آخر لـ"واشنطن بوست".

وحتى قبل الحرب، كان يُنظر إلى هذا العرض على أنه غير كاف للغاية، حيث كان سكان غزة يقضون ما يقرب من نصف يومهم، في المتوسط، بدون كهرباء، وفقا للصحيفة.

وبسبب نقص الإمدادات، قبل الحرب، كان سكان غزة يحصلون على الكهرباء فقط في دورات مدتها 13 ساعة، ويواجهون انقطاعا لمدة 11 ساعة يوميا.

إمدادات المساعدات لغزة توقفت منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان

الماء

وبالإضافة إلى الوقود، فإن الحاجة الماسة الأخرى التي تندر في غزة حاليا هي المياه.

وتدخل جميع المياه التي تشتريها السلطة الفلسطينية من إسرائيل إلى غزة عبر عدة خطوط أنابيب، لكن تم قطع كل شيء، مما يؤدي إلى مخاوف من التلوث والعدوى.

وكانت تلك المياه القادمة من إسرائيل تمثل حوالي ثلث مياه الشرب النظيفة المتوفرة في غزة قبل الحرب، بحسب الأمم المتحدة.

وتقول منظمة "يونيسيف"، إن "أكثر من مليون طفل في غزة يعانون من أزمة مياه"، أي ما يعادل نحو نصف سكان القطاع.

وقال المتحدث باسم يونيسف، جيمس إلدر، في 31 أكتوبر، إن "مستوى نقص المياه في القطاع وصل إلى حد غير مسبوق".

وأوضح: "تبلغ قدرة إنتاج المياه في غزة 5 في المئة فقط من إنتاجها اليومي المعتاد، وتشكل وفيات الأطفال، خاصة الرضع، تهديداً متزايداً بسبب الجفاف".

وقالت الأمم المتحدة، في 21 أكتوبر، إن "40 ألف لتر من مياه الشرب التي تم نقلها بالشاحنات إلى غزة، تمثل قطرة في محيط"، بالنظر إلى الاحتياجات الهائلة التي أعقبت أسبوعين من الحرب.

وناشد المفوض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) مؤخراً، أن يُسمح بإدخال شاحنات الوقود إلى غزة، لأنها ضرورية لتشغيل محطات تحلية ماء البحر، قائلا: "إن الوقود هو السبيل الوحيد لتوفير مياه الشرب الآمنة للناس، ودون ذلك فسيموتون من الجفاف الحاد، ومن بينهم أطفال صغار وكبار في السن ونساء".

فلسطينيون يطبخون على الحطب وسط نقص الوقود والغاز

الطعام

وبعد جدل طويل ومعارك قانونية في أعقاب السنوات الأولى من إغلاق إسرائيل للقطاع والسيطرة على حدوده، إثر تولي حماس سلطة القطاع عام 2007، توقفت السلطات الإسرائيلية عن تقييد دخول المواد الغذائية إلى غزة، وفقا للأمم المتحدة.

وقبل الحرب، كانت الأغذية تدخل غزة عبر القطاع الخاص ومنظمات الإغاثة. وكانت العديد من شاحنات المساعدات اليومية التي تدخل القطاع قبل الحرب، تحمل إمدادات غذائية لمنظمات الإغاثة مثل الأونروا.

وقبل 7 أكتوبر، كان حوالي 70 بالمائة من سكان غزة يعتمدون على شكل من أشكال المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وفقا لـ"أوتشا".

وقالت المنظمة إن الإمدادات الغذائية، مثلها مثل المياه، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالكمية المحدودة للغاية من الوقود والكهرباء.

وأوضحت أن انقطاع التيار الكهربائي يعني أنه حتى المواد الغذائية الموجودة في غزة لا يمكن تبريدها، مما يؤثر على كمية المواد الغذائية في المتاجر ولدى منظمات الإغاثة.

وأشارت إلى أن "الأطعمة التي تحتاج إلى تحضير مثل الأرز والحبوب عديمة الفائدة، لأن الناس ليس لديهم وقود أو غاز للطهي لطهيها".

ووفقا للأمم المتحدة، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، تم إغلاق معظم نقاط توزيع الغذاء التابعة للأمم المتحدة في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية وإصدار أوامر الإخلاء في شمال غزة.

ونتيجة لذلك، يتم توزيع الإمدادات الغذائية المتبقية وتلك التي تدخل مباشرة إلى 150 منشأة تابعة للأونروا. وتفيد التقارير أن هذه المناطق تؤوي أكثر من 630 ألف شخص لجأوا إليها هربا من الغارات الجوية.

سكان غزة يواجهون أزمة إنسانية عميقة بعدما انقطع عنهم الطعام والكهرباء والمياه إثر الغارات الجوية الإسرائيلية

الدواء

قبل الحرب، كما هو الحال مع جوانب أخرى من الاقتصاد الفلسطيني والمجتمع المدني، تأثر النظام الصحي في غزة بشدة بسبب سنوات من محدودية الحركة والوصول إلى الإمدادات والمعدات، والأهم من ذلك، الكهرباء.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن "النقص الحاد في الوقود والكهرباء يؤثر بشكل خطير على الوظائف الأكثر أهمية في جميع المستشفيات وعلى قدرة سيارات الإسعاف على الاستجابة".

كما أن نفاد الوقود يعرض حياة المرضى في العناية المركزة للخطر، وأولئك الذين يحتاجون إلى جراحة أو حاضنات حديثي الولادة، وآلاف المرضى الذين يعتمدون على غسيل الكلى. ونتيجة لذلك، اتخذت المساعدات الدولية الكبيرة لغزة شكل أدوية وإمدادات طبية.

ومع قطع الإمدادات التجارية وتلك المتعلقة بالمساعدات، فإن الإمدادات الأساسية تنفد حاليا من المستشفيات، وعلى رأسها التخدير.

قصف إسرائيلي عنيف في قطاع غزة
قصف إسرائيلي عنيف يشهده قطاع غزة

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34596 قتيلا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، وسط استمرار عمليات الاعتقال في الضفة الغربية.

وقالت الوزارة إنه تم خلال 24 ساعة وحتى صباح الخميس تسجيل ما لا يقل عن 28 قتيلا إضافيا جراء الغارات والقصف الإسرائيلي. وارتفعت حصيلة الجرحى إلى 77816 في الحرب المستمرة منذ أكثر من 200 يوم، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأكدت وفا مقتل رجل وامرأة إثر قصف إسرائيلي استهدف جنوب ووسط قطاع غزة، الأربعاء. 

وأوضحت "وفا" أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وشن الطيران الإسرائيلي غارة على منزل في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل رجل، وجرح خمسة آخرين، وفق "وفا".

وأظهر مقطع فيديو نشرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، عملية انتشال القتيل والمصابين من بين ركام المنزل المستهدف.

وأفاد مراسل وفا، بمقتل 6 مواطنين في قصف إسرائيلي على مدينة الزهراء شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ 3 قتلى، إثر سلسلة غارات على المنطقة الشمالية الغربية من المخيم.

وفي خان يونس جنوب القطاع، قتل مواطن، وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي على منطقة قاع القرين جنوب شرق مدينة خان يونس، كما شهدت مناطق في بني سهيلا وعبسان وخزاعة شرق المدينة قصفا مكثفا.

وفي مدينة غزة، تعرضت بناية سكنية لعائلة اشتيوي في حي الزيتون جنوب مدينة غزة للقصف، ما أدى إلى مقتل عدة أشخاص، وإصابة آخرين، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الركام.

وقصفت طائرة إسرائيلية منزلا في حي الشجاعية شرق المدينة، كما استهدفت المدفعية منازل وأراضي للمواطنين في أحياء الشيخ عجلين، وتل الهوى، والزيتون، جنوب غرب مدينة غزة، كما استهدفت المدفعية أراض وخيام للنازحين شرق مدينة رفح، وفق ما ذكرته الوكالة الفلسطينية.

كما قتلت فاطمة يونس عطايا المصري، وأصيب آخرون بينهم طفل، جراء قصف مدفعي استهدف محيط منطقة هاني الجبور، بقاع القرين شرق الفخاري جنوب قطاع غزة.

ونوهت الوكالة إلى أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في منطقة "الستة الشهداء" وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وآخر في منطقة المغراقة، وتم قصف مقر شركة توزيع الكهرباء في منطقة الزوايدة وسط القطاع.

اعتقالات في الضفة

وبالتزامن مع عمليات القصف في قطاع غزة، تستمر الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

واعتقلت قوات إسرائيلية، منذ مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس، 15 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم سيدة من رام الله، بالإضافة إلى معتقلين سابقين، وفقا لوفا.

وتوزعت عمليات الاعتقال على "محافظات رام الله، بيت لحم، نابلس، الخليل، طولكرم، والقدس، رافقها عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، إلى جانب عمليات تخريب وتدمير".

وارتفعت حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر إلى نحو 8550، وتشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، وفقا لوفا.

واعتقلت قوات إسرائيلية، الخميس، مواطنا من مخيم قلنديا شمال القدس. وأفادت مصادر محلية، بأن القوات اقتحمت المخيم "بتعزيزات عسكرية، واعتقلت المواطن، هيثم الخطيب، للضغط على نجليه وجيه ومحمد، لتسليم نفسيهما".

وأضافت المصادر للوكالة الفلسطينية، أن القوات "داهمت منزل شقيقه أيمن الخطيب، وعبثت بمحتوياته".

كما تم اعتقال معتقل مفرج عنه، الخميس، وتمت مداهمة عدد من المنازل في مناطق عدة بمحافظة الخليل.

وذكر مراسل وفا أنه تم اعتقال، معتز الجعبة، بعد الإفراج عنه قبل نحو 10 أيام، وذلك بعد اعتقال استمر 6 أشهر.

واقتحمت قوات إسرائيلية "بلدتي دورا ويطا جنوب الخليل، وداهمت عددا من المنازل في منطقتي "عين فارس، وخريسا"، تعود لعائلات أبو زنيد وقزاز والشواهين، وقامت بتفتيشها، والعبث بمحتوياتها"، وفقا لوفا.

وفي بيت أمر شمالا، داهمت قوات إسرائيلية "عددا من منازل المواطنين، ومحالهم التجارية في منطقة البياضة، وعين زعته، وحارة بحر، وقامت بتفتيشها، وإتلاف محتوياتها".

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي بيانات بشأن عملياته بغزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أو بشأن الاعتقالات بالضفة الغربية.