فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد قصف إسرائيلي استهدف مبان في رفح جنوب غزة- الصورة بتاريخ 22 نوفمبر 2023
فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد قصف إسرائيلي استهدف مبان في رفح جنوب غزة- الصورة بتاريخ 22 نوفمبر 2023

لا يتضح حتى الآن موعد بدء تنفيذ الهدنة المتفق عليها بين إسرائيل وحماس، لكن بعض سكان قطاع غزة النازحين في الجنوب، عبّروا عن "الخوف من المجهول" الذي سيحدث بعد انتهاء فترة وقف القتال لمدة 4 أيام.

وتحدث سكان من غزة لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، عن رؤيتهم للهدنة التي تم الإعلان عنها بين إسرائيل وحماس، والتي توسطت فيها أميركا ومصر وقطر.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال. وتم خلاله أيضا اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 14 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب ما أعلنت سلطات القطاع.

ونقلت "واشنطن بوست" عن أحد المواطنين في قطاع غزة، يدعى رائد لافي (48 عاما)، أن لديه ابنتين، موضحا أن منزلهم في مدينة غزة تعرض للقصف قبل 6 أسابيع، وأضاف: "بالطبع نحن سعداء لإيقاف حمام الدماء والدمار الهائل، حتى لو كان بشكل مؤقت".

لكنه أشار إلى أن "الأربعة أيام فترة لا تكفي حتى لمعرفة حجم الدمار الذي لحق بمنزله، أو لإقناع الأطفال أنهم أصبحوا في أمان".

وصوتت الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، لصالح اتفاق مع حركة "حماس" الفلسطينية، يقضي بالإفراج عن المختطفين الذين تحتجزهم الحركة، مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.

كما أكدت قطر توصل إسرائيل وحماس لاتفاق على "هدنة إنسانية" مدتها أربعة أيام قابلة للتمديد، تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال الذين تحتجزهم في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح "عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين" المسجونين في إسرائيل.

فيما ذكرت الخارجية القطرية، الخميس، أن الإعلان عن موعد بدء تنفيذ الهدنة سيتم الكشف عنه في "الساعات المقبلة"، وذلك بعد تصريحات إسرائيلية بأنها لن تبدأ قبل الجمعة.

ونقلت "واشنطن بوست" عن المواطن في غزة، محمد الأطرش (40 عاما)، بعد نزوحه جنوبا، قوله: "ما الذي سيفعله وقف الأعمال العسكرية لأربعة أيام؟.. نريد وقفا كاملا لإطلاق النار".

وأشار إلى مخاوفه بشأن عدم قدرته على تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرته خلال تلك الفترة القصيرة، مضيفا أنه "لا يثق في أن عددا كافيا من شاحنات الإغاثة سيدخل قطاع غزة، من خلال منفذ واحد مع مصر"، في إشارة إلى معبر رفع.

وسأل: "ما الفائدة من وجود هدنة لن تكون قادرة على إدخال الوقود والطعام والأغطية والملابس الشتوية، التي تمنحني وأسرتي الأمان؟".

من جانبه، أوضح الأمين العام للمركز النرويجي للاجئين، إيان إيغلاند، في بيان، أن الهدنة "مرحب بها، لكنها ليست كافية".

وتابع: "سنفعل كل ما يمكن القيام به لتأمين ما يحتاجه الموجودون في غزة خلال فترة الهدنة على مدار 4 أيام.. الشتاء يقترب، وسيكون من الكارثي استئناف القتال".

وتواصل ابنة الأطرش، سؤال والدتها عن موعد انتهاء الحرب، وعلى مدار 6 أسابيع لم تكن تعلم ما تقوله لها، لكن بحلول الأربعاء، وجدت إجابة وهي: "غدا.. ولمدة 4 أيام"، إلا أن الإجابة لم تحمل أخبارا سعيدة للطفلة، كونها فهمت أن الحرب ستستمر بعد المهلة، لترد بالقول: "هل يعني ذلك أن القصف سيعود بعد 4 أيام؟"، وفق الصحيفة الأميركية.

بايدن ينتقد احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين.
بايدن ينتقد احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين.

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، إن حرية التعبير وسيادة القانون لابد من احترامهما في الاحتجاجات الجارية في الجامعات الأميركية بسبب الحرب في قطاع غزة.

وأضاف بايدن في تعليقات أدلى بها من البيت الأبيض "لسنا دولة مستبدة تكمم الأفواه ونسحق المعارضة... لكننا لسنا دولة بلا قانون. نحن مجتمع مدني. ولا بد أن يسود النظام".

وتابع الرئيس الأميركي أن احتجاجات الجامعات تضع الحق في حرية التعبير وسيادة القانون على المحك، مؤكدا أنه يجب التمسك بكليهما.

وفي رد على سؤال لأحد الصحفيين، قال بايدن إن احتجاجات الجامعات لن تدفعه إلى إعادة النظر في سياساته بشأن الشرق الأوسط.

وقال بايدن "يجب أن يكون للشعب الأميركي الحق في أن يتم الاستماع إليه ولكن يجب احترام سيادة القانون"، موضحا أن "تدمير الممتلكات وتهديد الناس ليس احتجاجا سلميا لأنه ضد القانون".

وأكد أنه "لا مكان في حرم جامعي أو في أميركا لمعاداة السامية أو أي خطاب كراهية"، قائلا إنه "يجب أن تتم الاحتجاجات دون عنف أو تدمير أو كراهية وفي إطار القانون".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه "هناك حق في الاحتجاج، لكن ليس الحق في إثارة الفوضى".

وعند سؤاله عما إذا كان ينبغي للحرس الوطني الأميركي أن يتدخل في الاحتجاجات، أجاب بايدن بـ"لا".

وتأتي تصريحات بايدن بعدما فكك المئات من عناصر الشرطة مخيماً احتجاجياً خلال الليل في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس حيث أزالوا حواجز وأوقفوا طلاب.

وقبل ساعات، اعتبرت الشرطة مخيم "UCLA" الاحتجاجي "تجمعا غير قانوني"، حسبما قال مصدر للشبكة الأميركية. كما أمروا الناس بالتفرق أو مواجهة الاعتقال.

ونقلت رويترز مقطع فيديو أظهر دخول الشرطة للمخيم في حرم الجامعة. 

وتأتي المواجهة بعد اعتقال مئات المتظاهرين يومي الثلاثاء والأربعاء في الوقت الذي عطلت الاحتجاجات ضد القصف الإسرائيلي لغزة الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وفي حين تختلف مطالب المتظاهرين في كل جامعة، فقد دعت غالبية المظاهرات الكليات إلى سحب استثماراتها من الشركات التي تدعم إسرائيل والحرب في غزة.

ينظم طلاب تجمعات ومسيرات أو أقاموا خياما للاحتجاج والاعتصام في عشرات الكليات في أنحاء الولايات المتحدة، في الأيام القليلة الماضية، للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومطالبة جامعاتهم وكلياتهم بالنأي بنفسها عن شركات تدعم الحكومة الإسرائيلية. 

واستدعت العديد من الكليات والجامعات الشرطة لكبح الاحتجاجات، مساء الأربعاء، بينما يواصل الطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة مظاهراتهم، وفقا لموقع أكسيوس.