أهرام مصر متاحة للبيع بالقطعة

epa04671361 Tourists visit the pyramids in Giza, Egypt, 20 March 2015. Visitors from the European Union, Russia, Japan, the United States and a number of other countries are currently able to receive a tourist visa on arrival at Egyptian ports and airports, however the Egyptian Government has announced they will end this policy 15 May after which independent travellers will have to apply for a visa before arriving in the country. EPA/KHALED ELFIQI
مواقع التواصل الاجتماعي كشفت عن بيع قطع من أحجار الأهرامات للسياح (الأوروبية)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

"سنبيع حضارة سبعة آلاف سنة حتى نتفرغ لعمل حضارة جديدة على نظافة"، تعليق ساخر من بين تعليقات عديدة امتلأت بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إثر الكشف مؤخرا عن بيع قطع من أحجار الأهرامات للسياح بأسعار زهيدة من قبل العاملين بمحيطها.

وبرزت القضية للواجهة بعدما كشف عدد ممن تواجدوا في منطقة الأهرامات الأسبوع الماضي في تدوينات لهم بمواقع التواصل الاجتماعي عن قيام عاملين في المنطقة ببيع أجزاء من الهرم، والقطعة منها بألف دولار، وأشاروا إلى أن البائع يقتطع الجزء المباع بنفسه من الهرم بأدوات حادة أمام المشترين كي يؤكد له أنه لا يخدعه.

وأعد أحد المواقع المحلية الشهيرة في مصر تقريرا مصورا على شكل تحقيق استقصائي عن تلك العمليات، أظهر فيه قيام عاملين في المنطقة بعمليات بيع لأحجار من الأهرامات لمعدي التقرير في ظل غياب أمني ورقابي ملحوظ، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في مختلف الأوساط المصرية.

وزارة الآثار المصرية -من جهتها- رأت أن ما ذكره التقرير "مبالغ فيه"، وأعلنت ضبطها ثلاثة ممن شاركوا في بيع الأحجار، مبينة في تصريحات لمستشارتها الإعلامية لمعدِّي التقرير أنهم "مشاركون في مؤامرة لإتلاف الآثار المصرية".

أريحية مستفزة
خبير علم المصريات بسام الشماع رأى أن الأمر ليس جديدا، مشيرا إلى أن ما سمّاه "الأريحية المستفزة" التي ظهر بها مرتكبو عملية البيع هو المستجد، مما يكشف -حسب رأيه- تفاقم الظاهرة وتزايدها، رغم تشككه في حديثه للجزيرة نت في أن يكون من أظهرهم التقرير المشار إليه قد كسروا الأحجار من جسم الهرم.

لكنه شدد على أن أغلب الأحجار الموجودة في محيطه هي في الأساس جزء منه، وسقطت مع الزمن وأخذها جريمة يعاقب عليها القانون، مستنكرا "محاولة إرهاب معدي التقرير الذي كشف القضية". وأوضح أن التقرير ربما حوى تعبيرات مبالغا فيها، لكنه قد يسهم في إفاقة المسؤولين بوزارة السياحة، التي حملها والمسؤولين الأمنيين وقلة الوعي مسؤولية تفاقم الظاهرة.

بدوره، قال البرلماني السابق عن حزب الحرية والعدالة عبد الموجود درديري إن "النظام العسكري الذي انتهك أعظم حرمات الشعب، واستهان بقيمة الإنسان المصري لا يُستغرب تساهله في انتهاك مقدرات هذا الشعب".

غياب الرقابة الأمنية يؤثر بالسلب على السياحة المصرية وفق محللين ( الأوروبية)
غياب الرقابة الأمنية يؤثر بالسلب على السياحة المصرية وفق محللين ( الأوروبية)

وأضاف الأستاذ سابقا بكلية السياحة بجامعة جنوب الوادي للجزيرة نت "النظام له تاريخ في تهريب الآثار إلى الخارج، ومن المعروف أنه في عهد عبد الناصر أهدى معبدا أثريا لإسبانيا يزوره عشرات الآلاف الآن دون الحاجة للمجيء لمصر".

ورأى المتحدث أن "ما يتم من إهدار للآثار المصرية أخطر من تهديد الأمن القومي، لأنه تهديد للأمن الحضاري والثقافة المصرية وللقيمة الكبرى التي تمتلكها مصر"، وزاد "لدي معلومات أكيدة أن جهات أمنية وعسكرية تتاجر في الآثار وتهربها خارج البلاد، وهذا بسبب أن العسكر يظنون أنهم يملكون مصر".

انهيار للسياحة
وفي السياق نفسه، لم يستغرب المرشد السياحي محمد نبيل بيع قطع من أحجار الأهرامات للسياح في ظل تردى الأوضاع الأمنية في "عهد الانقلاب العسكري وانهيار السياحة".

وقال للجزيرة نت "يقوم الباعة الجائلون المعروفون "بالخرتية والخيالة" الموجودون بمنطقة الأهرامات بتكسير الحجارة من الأهرامات أمام أعين السياح وبيعها بأسعار تبدأ من ٢٥٠ جنيها وتصل إلى ألف جنيه مقابل القطعة الواحدة في ظل غياب الرقابة الأمنية المفروضة لحماية الآثار".

وأضاف أن ما اتهم به الإخوان وحكومة الدكتور محمد مرسي سابقا دون أي دليل، ثبت ارتكابه بالصوت والصورة، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيؤثر بشكل سلبي كبير على السياحة الثقافية "لأن السائح -سواء الإنجليزي أو الألماني أو الفرنسي أو الروسي- يهتم بهذا النوع من السياحة، وعندما يعلم بهذا فلن يأتي لزيارة الأهرامات كما في السابق".

المصدر : الجزيرة