بطولة المرأة في غزة مستمرة لليوم الأربعين: أم وممرضة و معالجة نفسية وقت الحرب مقاتلة

900 امرأة يعيلن أسرهن و 493 ألف امرأة تم تهجيرهن و 50 ألف حامل
الخميس 16-11-2023 06:05 | كتب: حمدي دبش |
فلسطينيات يعددن الطعام بأقل الإمكانيات فلسطينيات يعددن الطعام بأقل الإمكانيات تصوير : آخرون

ظروف صعبة تعيشها المرأة الفلسطينية تحت وطأة القصف الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة، فهى الضحية الحقيقية فى هذه الحرب التى لا تعترف بقوانين الإنسانية ولا المواثيق والاتفاقات الدولية، التى تحرم المساس بالمدنيين.

تحت سماء غزة المضيئة بالصواريخ والقنابل تقبع امرأة بين الأنقاض والركام، تودع شهيدا من ذويها أو تبحث عن آخر مفقود أسفل البنايات المهدمة، تكتم آلامها وهى تضع مولودها دون مخدر بعد أن نفدت كل الأدوية والمستلزمات الطبية من جميع المستشفيات، رب حامل فقدت جنينها إثر الخوف والهلع الذى تعيشه يوميًا بفعل دوى الصواريخ، أو أم نازحة تحمل صغارها وتهرع هربا من جحيم الحرب وويلاتها.. وفى كل هذه المشاهد تبدو قوية رغم الألم والفقد والحزن.

فى غزة، أكثر من 900 امرأة تعول أسرتها بعد وفاة زوجها، وما يقرب من 493 ألف امرأة وفتاة تم تهجيرهن من منازلهن فى غزة، وهناك 50 ألف امرأة حامل منهن 5500 على وشك الولادة، بحسب إحصاءات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، التى أكدت أن أرقام الأرامل والنازحات فى ارتفاع مستمر، فى ظل عدم وصول المساعدات بشكل كاف.

تحكى وفاء عبدالرحمن، ناشطة نسوية ومدير مؤسسة فلسطينيات، عن أوضاع النساء فى غزة، قائلة إن المرأة الفلسطينية لها تاريخ كبير فى الدفاع عن أسرتها الصغيرة ووطنها الأكبر، وتبذل مجهودات خارقة من أجل الحفاظ على أبنائها وزوجها وحياتها الشخصية، موضحة أن المرأة فى غزة هى رأس العائلة، ودائما فى حالة انشغال تام بزوجها وأطفالها وأقارب زوجها، فهى شريكة فى كل تفاصيل حياة أسرتها.

وأكدت «وفاء»، لـ«المصرى اليوم»، أن المرأة فى فلسطين تقوم بدور الممرضة لأطفالها وكبار السن فى عائلتها، وفى أيام القصف الغاشم تداوى جراح المصابين بجانب التمريض النفسى لأفراد أسرتها من التوتر والخوف والقلق عند سماع أصوات دوى القنابل والصواريخ، وهى تتساقط على المنازل فى قطاع غزة، مشيرة إلى أن المرأة الفلسطينية وقت الحرب تتحول إلى سيدة خارقة تفعل كل شىء، ولا تنام إلا بعد التأكد من أن أطفالها وزوجها أمام عينيها فى أمان.

الناشطة الفلسطنية وفاء عبدالرحمن

وكشفت «وفاء» أن الجهات المعنية بصحة المرأة أكدت أن هناك أكثر من 50 ألف سيدة فلسطينية حامل فى وقت الحرب على غزة، وأن 5500 منهن كان من المفترض أن يلدن خلال شهر أكتوبر الماضى، وحتى الآن لا أحد يعرف مصيرهن، وقالت: «هناك حالات إجهاض تعرضت لها سيدات، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير منهن شهيدات تحت القصف، وكثير منهن وضعن أبناءهن دون تخدير، وبعضهن تعرضن لاستئصال الرحم بسبب النزيف المستمر بعد الولادة أو بعد الإجهاض فى ظل عدم وجود أدوية كافية أو رعاية كاملة».

وأشارت مدير مؤسسة فلسطينيات إلى قضية أخرى تقوم بها نساء غزة وقت التهجير القسرى لعائلاتهن، وقد شاهدنا عبر وسائل الإعلام المختلفة صورة امرأة تحمل طفلين وتمسك طفلين آخرين، وقالت إن المرأة الفلسطينية فى مراكز الإيواء تفعل كل شىء، تستيقظ مبكرًا لتقف فى طوابير الخبز للحصول على العيش من أجل إطعام أسرتها.

فى أوقات الحرب تتحول المرأة فى غزة إلى مقاتلة شرسة تحافظ على منزلها وأطفالها من هجمات العدو، فهى لا تقوم فقط بالإنجاب ورعاية الأطفال، إنما تقاتل من أجل الحفاظ على أطفالها وعائلتها من العدوان الغاشم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية

SERVER_IP[Ex: S248]
To Top
beta 2 249