"لا يوجد مكان أكثر عزلة من سرير طفل جريح لم يعد لديه عائلة تعتني به"

أطباء يقولون إن 40 في المئة من المصابين في مستشفى غزة أطفال

صدر الصورة، reuters

التعليق على الصورة، أطباء يقولون إن 40 في المئة من المصابين في مستشفى غزة أطفال
  • Author, جام أوريلي
  • Role, بي بي سي نيوز

قال الطبيب البريطاني الفلسطيني، غسان أبو ستة، في منشور على شبكة الإنترنت من غزة: "لا يوجد مكان أكثر عزلة في هذا الكون من سرير طفل جريح لم يعد لديه عائلة تعتني به".

وكان الدكتور أبوستة يعمل جراحا متخصصا في التجميل في بريطانيا، وهو الآن في مستشفى الشفاء في غزة يعالج المصابين جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع، عقب الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس، على إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1400 شخص.

وقال للقناة الرابعة في إذاعة بي بي سي إن 40 في المئة من المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى أطفال.

وأضاف: "كلها إصابات بالانفجار. وهناك إصابات فظيعة بالشظايا والحروق، وسقوط الحجارة، فالناس أخرجوا من تحت أنقاض بيوتهم".

ويصف المشهد في المستشفى بأنه ظاهرة "الطفل الجريح الذي فقد جميع أفراد عائلته".

ويضيف: "يتكرر هذا المشهد كل يوم، إذ يقال لنا هذا الناجي الوحيد في العائلة".

وقال إنه عالج الأحد طفلة عمرها خمسة أعوام تعاني من الحروق، وطفلة أخرى عمرها أربعة أعوام تعاني من حروق في الوجه وإصابة في الرأس.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وأضاف أن هاتين الطفلتين كانتا فقط من جرى استخراجهما من تحت أنقاض المنزل.

وقبل ايام، وجد نفسه يعالج ابنة إحدى الطبييات في مستشفى الشفاء، في غزة. وقتلت الطبيبة مع ابنتها الآخرى، وأصبحت البنت الجريحة هي الناجية الوحيدة.

وتقول السلطات في غزة إن ما لا يقل عن 2750 قتلوا حتى الآن، ربعهم أطفال. وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرون. ويعتقد أن ألف شخص لا يزالون تحت الأنقاض.

تدير كارولين هوسمان منظمة دولية تعنى بالأيتام ضحايا الحرب. ولا تستطيع المنظمة في هذه المرحلة تقدير عدد الأطفال الذي تركوا بلا عائلة. لكن العدد سيكون هائلا. وتقول إن الأطفال عادة ما يُستغلون في أساليب الحرب، مثل اختطافهم.

وأخذت حماس 200 رهينة إلى غزة، من بينهم أطفال ومعاقون. ويعتقد أن المفاوضات جارية للإفراج عنهم رفقة النساء.

وتقول: "نعمل على تواصل الأطفال من الجانبين مع عائلاتهم مهما كانت الظروف".

وفي بعض الحالات تسعى فرق التواصل الاجتماعي إلى إيجاد مكان للطفل عند أقارب في الخارج، إذا كان ذلك في صالح الطفل.

وفي بريطانيا، تبث المحاكم العائلية في القضايا وتحدد مصير الطفل.

تقول هوسمان: "أي طفل يفقد والديه في الحرب يتعرض إلى صدمة، يكون بعدها طريق التعافي طويلا. وسيكون عدد الأطفال الضحايا هذه المرة بالمئات إن لم يكن بالآلاف".

وتقول المنظمات في غزة إن الطلب على المساعدة النفسية بعد الحرب الأخيرة في تزايد بين الشباب. وتقول تمارا الرفاعي، من وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين: "والآن بسبب الصدمة واضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب، فالأمور تسير من سيء إلى أسوأ".

أما الدكتور أبو ستة فيقول إن شرطة مكافحة الإرهاب زارت عائلته في بريطانيا. وأضاف في تصريح لتلفزيون بي بي سي إن افراد عائلته خضعوا للتحقيق، وإنه أسند الأمر للمحامين للنظر في القضية.

وقال: "أريد أن أعرف لماذا تسأل الشرطة زوجتي عن المكان الذي أعمل به في المستشفى، ومن دفع لي تذكرة الطائرة، وما هي الجمعية الخيرية التي أعمل معها".

وأضاف: "إنه نوع من التحرش البغيض، وكأن زوجتي ليس لديها ما يدعو للقلق".

وجاء في بيان لشرطة لندن أن: "أفراد شرطة تحركوا يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول بناء على معلومة بأن امرأة تستعد للسفر إلى منطقة حرب، وانتقلوا إلى عنوان شمالي لندن، حيث تحدثوا مع واحدة من القاطنين هناك".

وأضاف: "وبعدما علم أفراد الشرطة أن الرجل سافر في إطار عمل خيري، أخطروا المقيمين في البيت بإرشادات وزارة الخارجية البريطانية المتعلقة بالسفر".

وقال الدكتور أبو ستة إن الكثير من الناس في شمال غزة لم يستجيبوا لتنبيهات الجيش الإسرائيلي بالانتقال إلى الجنوب تجنبا للضربات الجوية.

وأشار إلى أنهم بقوا في منازلهم، لأن المناطق التي قيل أنها ستكون آمنة تعرضت، كما يقول، هي الأخرى إلى ضربات شرسة، مثلها مثل غيرها.

ثم إنه يستحيل، على حد تعبيره، إخلاء مستشفى الشفاء، لأن أغلب المصابين في "حالة خطيرة".

والكثير من الذين بقوا في بيوتهم في شمال غزة يخشون أن يخرجوا من القطاع برمته.

ويقول إن صفة اللاجيء أصبحت جزءا من هوية الفلسطيني، لذلك فهم لا يريدون أن يصبحوا لاجئين مرة أخرى، لذلك قرروا البقاء في بيوتهم.